عقدة رفات الرهائن الإسرائيليين تهدد مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة
غزة – تواجه المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق غزة عقدة جديدة تتمثل في عدم تمكن حماس من تسليم جميع رفات الرهائن الإسرائيليين وهو ما نص عليه اتفاق المرحلة الأولى.
وتحتاج حركة حماس إلى المزيد من الوقت والمعدات للوصول إلى باقي الجثث نتيجة الدمار الذي حل بمواقع الدفن. وفيما يبدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفهما لصعوبة المهمة، تتبنى إسرائيل موقفا متشددا، ملوحة بالعودة إلى القتال.
ويخشى الفلسطينيون أن تتخذ إسرائيل عدم تمكن حماس من استخراج الجثث ذريعة للتملص من استحقاقات خطة السلام التي وضع أسسها الرئيس ترامب، خصوصا بعد أن ضمنت تل أبيب الإفراج عن الرهائن الأحياء.
منتدى عائلات الرهائن والمفقودين يطالب الحكومة الإسرائيلية بتأخير تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إن “المعركة لم تنته” بالنسبة إلى بلاده، متعهدا بتأمين عودة رفات جميع الرهائن والذين ما زالوا في قطاع غزّة.
وشدد نتنياهو، خلال مراسم رسمية لإحياء ذكرى الجنود الذين سقطوا خلال الحرب التي استمرت عامين في غزة، على أن إسرائيل ستحقق جميع الأهداف التي سعت لتحقيقها.
ومنذ الاثنين سلمت حركة حماس إسرائيل 20 رهينة حية مقابل إطلاق سراح حوالي ألفَي معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية. كما أعادت جثث تسع رهائن من أصل 28 لقوا حتفهم في الأسر، إلى جانب جثة أخرى قالت إسرائيل إنها لا تعود إلى رهينة سابق.
ويرى مراقبون أن مخاوف الفلسطينيين حيال عودة القتال في غزة تبدو مفهومة فرئيس الوزراء الإسرائيلي سبق أن نقض اتفاقات هدنة، وهو يواجه ضغوطا من حلفائه من اليمين المتطرف، بالاقتصار على المرحلة الأولى من خطة ترامب.
ويلفت المراقبون إلى أن لدى الحكومة الإسرائيلية احترازات على بعض البنود التي ستجري مناقشتها خلال مفاوضات المرحلة التالية، ومنها انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
ويشيرون إلى معطى آخر وهو أن الرأي العام الإسرائيلي نفسه يميل إلى وجهة النظر الحكومية لجهة تكثيف الضغوط على حماس من أجل تسليم باقي الرفات وإن كلف الأمر العودة إلى القتال.
وطالب منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الخميس الحكومة الإسرائيلية بتأخير تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق الذي أبرم مع حماس إذا لم تسلّم الحركة جثث الرهائن الـ19 المتبقية.

ودعا المنتدى في بيان الحكومة الإسرائيلية إلى “وقف تنفيذ أي مراحل أخرى من الاتفاق فورا ما دامت حماس مستمرة في انتهاك التزاماتها بشكل صارخ في ما يتعلق بإعادة جميع الرهائن وجثث الضحايا.”
وبموجب الإطار الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن المراحل التالية من الاتفاق تشمل من بين أمور أخرى منح العفو لقادة حماس الذين يسلمون أسلحتهم وإرساء حكم لغزة بعد الحرب.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدد مساء الأربعاء باستئناف القتال إذا لم تلتزم حماس بشروط وقف إطلاق النار في غزة.
وقال المنتدى في بيانه “ما دامت حماس تنتهك الاتفاقات وتستمر في احتجاز (جثث) 19 رهينة، لن يكون هناك تقدم بشكل أحادي من الجانب الإسرائيلي.” وأضاف “أي عمل سياسي أو عسكري لا يضمن عودتهم الفورية يعتبر تخليا عن مواطني إسرائيل.”