صدام حفتر يبحث مع ألكسندر لوكاشينكو تطوير العلاقات بين ليبيا وبيلاروسيا
بحث نائب القائد العام للقوات المسلحة الليبية الفريق أول صدام حفتر، الثلاثاء، مع رئيس جمهورية بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو خطة العمل على المزيد من تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
وخلال اللقاء الذي تم في القصر الجمهوري بالعاصمة مينسك نقل الفريق صدام تحيات القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة أبوالقاسم حفتر إلى الرئيس لوكاشينكو.
وقال بيان رسمي من القيادة العامة إنه جرى خلال اللقاء بحث أوجه التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات بين البلدين في عددٍ من المجالات الحيوية، وفي مقدمتها التعاون العسكري، إلى جانب بحث التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وتشجيع الشراكات بين البلدين في مجالات البنية التحتية والصناعات والزراعة، بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة ودعم جهود الإعمار داخل ليبيا.
وأكد الرئيس لوكاشينكو أن استقرار ليبيا وازدهارها يضمنان السلام والاستقرار لنصف القارة الأفريقية، وحذر من رغبة القوات الأجنبية وبعض القوى الداخلية في التأثير على الوضع الداخلي، معلنا “أدرك جيدا طبيعة الوضع في ليبيا، ونتابع عن كثب ما يجري هناك. وأعلم أن هناك الكثير من القوات، سواء المحلية أو الأجنبية، وخصوصا القوات الأجنبية، التي ترغب في التأثير على الوضع،” كما نقلت وكالة بيلتا.
افتتاح مقر البعثة الدبلوماسية الليبية التجارية تم بحضور الفريق صدام ونائب رئيس الوزراء فيكتور كارانكفيتش
وخاطب الرئيس البيلاروسي الفريق صدام قائلا “أعلم أنكم ملتزمون بإحلال السلام والطمأنينة في نفوس الشعب الليبي وتوحيد الدولة في كيان واحد،” وأكد استعداد بلاده لـ”العمل معكم ليلًا ونهارًا لتحقيق هذا الهدف، ونحن نرحب بأي مقترح من مقترحاتكم، وسنقدم كل ما في وسعنا من مساعدة ودعم للشعب الليبي.”
وأضاف “ينبغي أن أقول إن الشعب الليبي سيختار مسار السلام، ومسار من يضمن الاستقرار والأمن للشعب،” متابعا “ليبيا مستقرة ومزدهرة ومتقدمة هي مفتاح تحقيق السلام والازدهار في نصف القارة الأفريقية.”
كما أعرب لوكاشينكو عن تقديره الجهود التي يبذلها نائب القائد العام من أجل استعادة كامل العلاقات بين الجانبين، وقال “اتفقنا على أمور كثيرة، وفعلنا الكثير في السابق. لكن لأسبابٍ مُعينة، انقطعت علاقتنا،” مستطردا “حافظنا على هذه العلاقات في بعض المجالات، لكن العلاقات عادت بقوة أخيرًا. أطلب منكم مجددًا نقل أطيب تمنياتي للمشير خليفة حفتر. أُقدّر عاليًا تفانيه في إصلاح علاقاتنا، وأود أن أؤكد لكم أن جميع الاتفاقات التي توصلنا إليها، وسنتوصل إليها، ستُحترم بالتأكيد.”
وقال لوكاشينكو “عزيزي صدام، أود أن أرحب بك وبزملائك. شكرًا لك على هذه الزيارة. لدينا الكثير لمناقشته. كما أود أن أشكرك على مساهمتك الكبيرة في تجديد علاقاتنا مع الدولة الليبية،” لافتا إلى أن بيلاروسيا وليبيا كانتا قد طورتا علاقاتهما سابقًا، وأنه زار البلاد والتقى بالزعيم السابق. وقال “اتفقنا على أمور كثيرة وأنجزنا الكثير. لكن لأسباب معينة، انهارت علاقاتنا.”
ونقلت الخدمة الصحفية للوكاشينكو عنه قوله “لقد عادت العلاقات إلى سابق عهدها مؤخرًا. أطلب منكم مجددًا نقل أطيب تمنياتي للمشير خليفة حفتر،” وتابع “نحن منغمسون في ما يحدث. أعلم أن قوى عديدة، داخلية وخارجية (وخاصة الخارجية)، سعت للتأثير على الوضع. لكن لا بد لي من القول إن الشعب الليبي سيختار المسار، ومن سيوفر له الطعام والكساء والأمن. أعلم أنكم ملتزمون بإحلال السلام والهدوء في ليبيا، وتوحيد الدولة الليبية في كيان واحد. نحن مستعدون للعمل معكم ليلًا ونهارًا في هذا الصدد،” مردفا “نرحب بأي مقترحات لديكم في هذا الصدد. إذا كنا قادرين على فعل شيء، فسنقدم كل مساعدة ودعم للشعب الليبي. كونوا على ثقة بأنكم جئتم للقاء الأصدقاء.”
كما تم افتتاح مقر البعثة الدبلوماسية الليبية التجارية في بيلاروسيا، بحضور الفريق صدام ونائب رئيس الوزراء البيلاروسي فيكتور كارانكفيتش.
وقال رئيس شركة “بيليبتريد” أناتولي لينيفيتش إن بيلاروسيا تخطط لإقامة مشاريع مشتركة في ليبيا، وأضاف “مع افتتاح البعثة التجارية، ستتحسّن العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلدينا. إنها بالفعل فعّالة للغاية، لكنها ستتطور الآن بشكل أكثر ديناميكية.”
وتابع “وصل الوفد الليبي إلى بيلاروسيا لإجراء مفاوضات. سيعطي هذا زخمًا جديدًا لتاريخ العلاقات بين بلدينا. ونظرًا للصداقة بين شعبينا، سيكون العمل فعّالًا.”
وذكر لينيفيتش أن المحادثات مع الجانب الليبي ستشمل التعاون في مجال التصنيع والزراعة، مردفا “بفضل افتتاح البعثة التجارية، سيكون هناك اتصال مباشر مع الجانب الليبي، مع ضمان سرعة الرد في بعض الظروف الخاصة، وحرية التصرف في بعض المواقف بشكل استباقي،” واعتبر أن “بإمكان ليبيا وبيلاروسيا أن تستفيدا من بعضهما البعض بشكل كبير، وعازمتان على تطوير تعاون متبادل المنفعة. القطاع الصناعي لدينا متطور للغاية، وليبيا مهتمة بالآلات من شركات مثل غومسيلماش وماز وبيلاز ذات التنافسية العالية.”
كما وضع الفريق صدام إكليلا من الزهور على النصب التذكاري في ساحة النصر بالعاصمة مينسك، مُخلّداً ذكرى الأبطال الذين دافعوا عن الوطن الأم ضد الغزاة النازيين.
وكان المشير حفتر قد زار مينسك في فبراير 2025، مدشنا مرحلة متطورة من العلاقات الوثيقة بين البلدين.