شاحنتا وقود تُعيدان الأمل لغزة بعد 5 أشهر من الحصار
القاهرة - أعلنت قناة القاهرة الإخبارية التابعة للدولة المصرية، اليوم الأحد، أن شاحنتي وقود محملتين بما يصل إلى 107 أطنان من الوقود ستدخلان قطاع غزة، وذلك في خطوة قد تُشكل بصيص أمل في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يواجهها القطاع.
وذكرت القناة أن القافلة السادسة من الهلال الأحمر المصري، تضم عشرات الشاحنات المحمّلة بكميات كبيرة من المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والأدوية.
وأفادت بأن شاحنتي وقود "سولار" انطلقتا ضمن القافلة، وهما تحملان 107 أطنان من السولار المخصّص لتشغيل المرافق الحيوية في القطاع، مثل المستشفيات ومحطات المياه.
ويأتي هذا الإعلان بعد أشهر من القيود الإسرائيلية على دخول الوقود والبضائع، مما أدى إلى شل حركة المستشفيات وتفاقم أزمة الجوع.
وأصبح دخول الوقود إلى غزة نادرا منذ شهر مارس، عندما فرضت إسرائيل قيودا على تدفق المساعدات والبضائع إلى القطاع فيما قالت إنه ضغط على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم في هجومها على إسرائيل في أكتوبر 2023.
وأدت هذه القيود إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، حيث حذرت وزارة الصحة في القطاع مرارا من أن نقص الوقود يعوق عمل المستشفيات، مضيفة أن ذلك يستلزم من الأطباء إعطاء أولوية للخدمات في بعض المرافق.
ولم يصدر تأكيد بعد على دخول الشاحنتين إلى غزة.
ورغم أن وصول شاحنتي الوقود يُعدّ بصيص أمل وسط العتمة، إلا أنه لا يلامس جوهر الأزمة الإنسانية المستمرة، بل يُسلّط الضوء بقوة على الحاجة الملحّة لإيجاد حلول مستدامة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وتفاقمت أزمة الجوع بشكل خطير، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد عن تسجيل ست حالات وفاة جديدة جميعهم من البالغين بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد الضحايا إلى 175 حالة وفاة، من بينهم 93 طفلاً.
وكانت الوزارة أكدت السبت أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل.
وتُحّمل إسرائيل حركة حماس المسؤولية عن المعاناة في غزة وتقول إنها تتخذ خطوات لإيصال مزيد من المساعدات إلى سكان القطاع، بما في ذلك وقف القتال لساعات يوميا في بعض المناطق والإسقاط الجوي وتحديد طرق محمية لقوافل المساعدات.
ومع ذلك، تؤكد وكالات الأمم المتحدة أن عمليات الإسقاط الجوي للإمدادات الغذائية غير كافية، وطالبت إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات برا وتسهيل وصولها بسرعة.
وفي الوقت نفسه، تظهر الأرقام أن كميات المساعدات التي دخلت القطاع ضئيلة للغاية، حيث ذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات، أن 35 شاحنة دخلت غزة منذ يونيو، جميعها تقريبا في يوليو.
ودخلت أكثر من 700 شاحنة وقود القطاع في يناير وفبراير خلال وقف إطلاق النار السابق، قبل أن تستأنف إسرائيل هجومها في مارس.
تتداخل الأزمة الإنسانية في غزة مع جدل حول المساعدات الأميركية المقدمة للقطاع. فقد أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلا عندما أكد أن الولايات المتحدة قدمت 60 مليون دولار لدعم الغذاء في القطاع، بينما أكدت وزارة الخارجية أن المبلغ المخصص هو 30 مليون دولار فقط. ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، فقد تم صرف جزء ضئيل من هذا المبلغ، وتحديدا 3 ملايين دولار، لمؤسسة "غزة الإنسانية"، وهي نظام لتوزيع الغذاء مدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يثير تساؤلات حول فعالية المساعدات الأميركية.
وبدأت حرب غزة عندما هاجمت حماس بلدات جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 مما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وفقا لأرقام إسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، أودى الهجوم الإسرائيلي بحياة أكثر من 60 ألف فلسطيني، بحسب مسؤولي الصحة في غزة.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن 50 رهينة لا يزالون في غزة، ويُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة.