روبيو إلى الدوحة لإنقاذ جهود الوساطة بعد الضربة الإسرائيلية على قطر
القدس – أكد مسؤول أميركي أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيتوجه إلى قطر الثلاثاء، بعد أسبوع من الضربة غير المسبوقة التي شنتها اسرائيل في 9 سبتمبر على الدوحة.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وبين إسرائيل وحلفاء واشنطن في الخليج من جهة أخرى، بسبب الهجوم الذي أثار غضبا إقليميا ودوليا.
وأضاف المسؤول أن روبيو الذي ناقش ملف قطر الاثنين في القدس مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سيتوقّف في الدوحة قبل أن يكمل طريقه إلى لندن حيث سينضم إلى الرئيس دونالد ترامب الذي سيقوم بزيارة لبريطانيا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنه "ليس سعيدا" بالغارة التي شنتها إسرائيل على قطر التي تستضيف قاعدة عسكرية أميركية كبيرة وتؤدّي دور وساطة غاية في الأهمية في المفاوضات بين إسرائيل وحماس منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023.
وفي القدس، أكد وزير الخارجية الأميركي دعم واشنطن "الدور البناء" الذي تلعبه قطر في الوساطة في غزة.
وخلال مؤتمر صحافي جمعه بنتنياهو وفي معرض إجابته على سؤال حول ما قاله لرئيس الوزراء قال وزير الخارجية "نحن نركز على ما يحدث الآن وما سيحدث لاحقا، وما الدور الذي يمكن أن تلعبه قطر ربما في التوصل إلى نتيجة تنهي الحرب في غزة".
وأكد روبيو "سنستمر في تشجيع قطر على لعب دور بناء بهذا الصدد".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي فدافع عن الضربة ضد حماس التي شنت هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وقال نتنياهو "نتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك لأننا نؤمن بأنه لا ينبغي توفير ملاذ للمجرمين، ولا يمكن أن تمنح الحصانة للأشخاص الذين خططوا لأبشع مذبحة بحق الشعب اليهودي منذ المحرقة".
ولتبرير الهجوم، قارن نتنياهو الضربة برد فعل الجيش الأميركي "الشجاع" بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 من خلال حربه على القاعدة في أفغانستان وعمليته في باكستان في العام 2011 التي قتلت العقل المدبر للهجوم أسامة بن لادن.
وقال "الدول التي تدين إسرائيل اليوم لم تأتِ وتقول، يا له من أمر فظيع، لقد تم انتهاك سيادة باكستان، تم انتهاك سيادة أفغانستان".
وأضاف "لا يمكنك التمتع بهذه السيادة عندما تمنح فعليا قاعدة للإرهابيين".
وعُرف عن إسرائيل والولايات المتحدة قبل السابع من أكتوبر، تشجيعهما غير العلني لدور قطر بما في ذلك تحويلها لملايين الدولارات لحماس على أمل الحفاظ على استقرار الأوضاع في غزة.
إلا أن الهجوم الأخير على الدوحة يهدد هذه العلاقة المعقدة، ويضع جهود الوساطة برمتها على المحك، ويشير إلى وجود خلافات عميقة بين حلفاء واشنطن في المنطقة. ويعكس حرص واشنطن على إرسال روبيو لقطر في هذا التوقيت رغبتها في احتواء الأزمة والحفاظ على خطوط الاتصال مع الدوحة، التي تعد شريكاً استراتيجياً في منطقة الشرق الأوسط.