دبلوماسي أميركي يعتذر عن استخدام كلمة "حيواني" في إشارة إلى صحافيين لبنانيين
بيروت-اعتذر دبلوماسي أميركي يوم الخميس عن استخدام كلمة “حيواني” أثناء دعوته إلى مجموعة من الصحافيين إلى لزوم الصمت خلال مؤتمر صحفي عُقد في لبنان في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وصرح توماس باراك، السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، والذي كان أيضًا في مهمة مؤقتة في لبنان، بأنه لم يكن ينوي استخدام الكلمة “بطريقة مهينة،” لكن تعليقاته كانت “غير لائقة.”
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر المبعوث الأميركي توماس باراك وهو يوجه عبارات صادمة ونابية للصحافيين في القصر الجمهوري اللبناني خلال زيارته إلى بيروت، واصفا سلوكهم بـ”الحيواني” و”الفوضوي”، ما أثار ضجة واسعة واستنكار اللبنانيين.
وأبدى باراك انزعاجه من طرح الصحافيين أسئلتهم بشكل متزامن أثناء محاولتهم الحصول على تصريحات منه ومن مرافقته في الوفد مورغان أورتاغوس، مع أن هذا الأسلوب يُعد أمرا مألوفا ومتكررا في المؤتمرات الصحفية حول العالم، لاسيما عندما يتعلق الأمر بقضايا مصيرية، في وقت لا يزال فيه شبح الحرب الإسرائيلية يخيم على المشهد اللبناني.
وقال باراك خلال المؤتمر الصحفي “سنضع مجموعة مختلفة من القواعد هنا، أليس كذلك؟ أريدكم أن تصمتوا لحظة.” ثم تابع بعبارات صادمة ومسيئة “في اللحظة التي يبدأ فيها الأمر بالفوضى أو بالسلوك الحيواني، سننهي كل شيء،” مهددا بوقف المؤتمر الصحفي.
ولم يكتف باراك بذلك، بل مضى أبعد قائلا “إذن، هل تريدون أن تعرفوا ما الذي يحدث؟ تصرفوا بتحضر، بلطف وتسامح. لأن هذه هي المشكلة الحقيقية في ما يحدث في المنطقة.”
وأثارت كلمات باراك ضجة واستنكارا واسعين في لبنان إذ اعتبر الكثير من الناشطين أن طريقة تعامل باراك مع الصحافيين تعبّر عن عدم احترام ليس فقط للصحافيين بل للبلاد كلها، وهي انعكاس للسياسات الأميركية التي لا تقيم اعتبارا للشعوب بل تتعامل معها بمنطق الاستعلاء، مشيرين إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الصحافيين الذين كان يجب أن يردوا أو يغادروا القاعة.
وزار باراك بيروت برفقة وفد من المسؤولين الأميركيين يوم الثلاثاء لمناقشة جهود الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر.
وفي مقابلة مع ماريو نوفل، الإعلامي على منصة إكس، نُشر مقتطف منها يوم الخميس، قال باراك “لم أستخدم كلمة ‘حيواني‘ بطريقة مهينة، كنت أقول فقط: هل يمكننا أن نهدأ؟ هل يمكننا أن نجد بعض التسامح واللطف؟ دعونا نكن متحضرين.” لكن هذا لم يكن لائقًا عندما كانت وسائل الإعلام تؤدي عملها فحسب. وأضاف “كان ينبغي أن أكون أكثر سخاءً بوقتي وأكثر تسامحًا.”