خارطة طريق للنهوض بماسبيرو لدعم الأمن القومي المصري

إعلاميون مصريون يقدمون رؤاهم لتطوير أداء البرامج والقنوات واستعادة الريادة الإعلامية.
الأربعاء 2025/09/24
التطوير أكبر بكثير من دهان واجهة المبنى

القاهرة - قدم إعلاميون مصريون رؤاهم لتطوير أداء البرامج والقنوات، وتعزيز التنافسية، واستعادة الريادة الإعلامية، في أولى جلسات الهيئة الوطنية للإعلام لوضع خارطة طريق جديدة لتطوير الإعلام المصري.

وناقش الإعلاميون آليات تحسين المرافق والخدمات بمبنى الإذاعة والتليفزيون، وتحسين حالة الاستوديوهات، وضمان جودة المحتوى.  ومن المتوقع عقد جلسة استماع ثانية الأسبوع المقبل، وستشمل جميع مذيعي ومذيعات الإذاعة والتليفزيون، وكبار المعدين والمخرجين، وأسرة مجلة الإذاعة والتليفزيون، إضافة إلى خبراء وأكاديميين من خارج المبنى.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بحل أزمة المعاشات، ورقمنة الأرشيف الوطني، والإعداد لإطلاق الموقع العالمي لإذاعة القرآن الكريم، بالإضافة إلى بحث تدشين منصة ماسبيرو، ودراسة إنشاء قناة للأطفال.

أحمد المسلماني: الهدف الأسمى لعودة ماسبيرو هو تعظيم القوة الناعمة
أحمد المسلماني: الهدف الأسمى لعودة ماسبيرو هو تعظيم القوة الناعمة

وصرَّح أحمد المسلماني رئيس الهيئة، بأن الهدف الأسمى لعودة ماسبيرو هو دعم الأمن القومي المصري، وترسيخ الانتماء وتعظيم القوة الناعمة لمصر، عبر تطبيق إعلام الدولة للرؤية الرئاسية بشأن بناء الإنسان وحماية الدولة.

وشارك في اللقاء نحو 45 من مذيعي ومذيعات قطاعات التليفزيون والأخبار والقنوات المتخصصة، بحضور الأمين العام مجدي لاشين، ورؤساء القطاعات، ونائب رئيس التليفزيون.

وحدد السيسي ملامح “خريطة طريق شاملة لتطوير الإعلام المصري” خلال اجتماع عقده في أغسطس الماضي مع عدد من قيادات المنظومة الإعلامية المملوكة للدولة واستعرض خلاله الجهود المبذولة لتطوير المؤسسات الإعلامية. وأكد التزام الدولة الراسخ بـ”إعلاء حرية التعبير، واحتضان جميع الآراء الوطنية ضمن المنظومة الإعلامية المصرية، بما يعزز التعددية والانفتاح الفكري،” وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.

كما وجّه السيسي بالاستعانة بكل الخبرات والكفاءات المتخصصة، لضمان مواكبة الإعلام الوطني للتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وتمكينه من أداء رسالته بما يتماشى مع توجهات الدولة. وأشار إلى أهمية “إتاحة البيانات والمعلومات للإعلام، خصوصاً في أوقات الأزمات التي تحظى باهتمام الرأي العام، حتى تُتناول الموضوعات بعيداً عن المغالاة في الطرح أو النقص في العرض.” وأكد أهمية الاعتماد على الكوادر الشابة المؤهلة للعمل الإعلامي، وتنظيم برامج تثقيفية وتدريبية للعاملين في المجال، مع التركيز على مفاهيم الأمن القومي والانفتاح على مختلف الآراء، بما يرسخ مبدأ “الرأي والرأي الآخر” داخل المنظومة الإعلامية المصرية.

وحول رؤيته لتطوير “ماسبيرو”، قال الإعلامي ابراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار الأسبق بالهيئة الوطنية للإعلام للموقع إن الإعلام ركيزة أساسية في بناء الجمهورية الجديدة، وتنمية الوعي في مواجهة التحديات، وقد حان الوقت لوضع خارطة طريق لاستعادة دور ماسبيرو في قيادة قاطرة الإعلام التنموي.

كما وصف لقاء الرئيس برؤساء الهيئات الإعلامية بأنه يمثل خطوة ايجابية رائعة تمت في موعدها وأهم ثماره إعادة الحقوق للعاملين بمبني ماسبيرو وإنهاء أزمة مكافأة نهاية الخدمة إضافة لزيادة بدل نقابة الصحافيين.

ويرى الصياد أن الإعلام حاليا يتطور بسرعة مذهلة في عصر الذكاء الاصطناعي وبالتالي يجب أن يكون للإعلام ظهير إلكتروني عصري يواكب التطورات في علوم الاتصال والتكنولوجيا، فقد آن الأوان لتحرير الإعلام من الشكل التقليدي.. فعلى سبيل المثال المعلومات المكتوبة والمسموعة والمرئية أصبحت متاحة في كروت ذاكرة بدلا من الأشرطة التقليدية وبالتالي يمكن حفظ التراث الاذاعي والتلفزيوني في صورة تقنيات رقمية تشغل مساحة أقل وتعمل بكفاءة عالية جدا لمدد أطول.

رئيس عبدالفتاح السيسي كان قد أمر بحل أزمة المعاشات، ورقمنة الأرشيف الوطني، والإعداد لإطلاق الموقع العالمي لإذاعة القرآن الكريم، بالإضافة إلى بحث تدشين منصة ماسبيرو

وأشار الى توجيه السيسي خلال اجتماعه مع وزير الاتصالات ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام ومستشار رئيس الجمهورية للإعلام بضرورة حماية تراث الإذاعة والتليفزيون المصري والحفاظ عليه من خلال تحويل جميع الأشرطة الإذاعية والتليفزيونية التابعة للهيئة إلى وسائط رقمية لاستثمار محتوى وتراث الإذاعة والتليفزيون ضمن المنصة الرقمية المزمع إنشاؤها بالهيئة الوطنية للإعلام.

من جهته، ذكر حسن علي عميد كلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة ورئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء أن لقاء الرئيس بقيادات المؤسسات الإعلامية الكبرى يفتح المجال لطرح ملامح مشروع لتطوير وإحياء الإعلام الرسمي والخاص للحوار المجتمعي.

ويرى أستاذ الإعلام أن هذا اللقاء البالغ الأهمية يعكس عدة مؤشرات إيجابية منها انتقال الرئيس من نقد الأداء الإعلامي إلى التفكير في التغيير الواسع.

وقال حسن علي إن “الرئيس عبر عن رغبة قوية في إتاحة الفرصة للكوادر الشابة؛ والخبرات الكبيرة ‘المغضوب عليها’ التي تم ركنها لأخطاء معينة.. وعفا الله عما سلف إضافة إلى الرغبة في الاستفادة من بحوث ودراسات الإعلام في التطوير والتعاون مع كليات الإعلام ومراكزها البحثية واحترام حرية التعبير وإتاحة الفرصة للرأي المعارض وهذا انفتاح رائع يحمل في طياته اعتراف بفشل إعلام الصوت الواحد ويضع نهاية للوصاية على الإعلام.”

وأضاف أن موضوع التطوير أكبر بكثير من دهان واجهة المبنى بينما قواعده على وشك السقوط.. مستنكرا إهمال خبرات أبناء ماسبيرو الموهوبين لصالح آخرين من المشاهير الذين لن يقدموا جديدا مشيرا إلى أنه جرت تطورات تقنية مدهشة في مجال الإعلام الدولي.