حملة دعائية خارجية.. سلاح السلطة الفلسطينية لاسترجاع حكم غزة
جنيف- وجدت السلطة الفلسطينية في الحراك الإقليمي والدولي حول غزة، وإجبار حماس على الانسحاب من الحكم، فرصة لا تعوض من أجل العودة إلى الواجهة كخيار وحيد لاستعادة حكم قطاع غزة، وهو ما يفسّر خطتها للتحرك دبلوماسيا لكسب ثقة شركاء في الإقليم وأوروبا بأحقيتها في ذلك بالرغم من رفض إسرائيل وعدم تحمس واشنطن لها، فضلا عن برود إقليمي واسع تجاهها.
وأعلن المبعوث الخاص للرئاسة الفلسطينية محمّد أشتية الأربعاء أن ممثلين عن السلطة الفلسطينية سيزورون عددا من العواصم الأوروبية بهدف الحصول على اعتراف بدولة فلسطين، وذلك بالتزامن مع إعلان سلطة الرئيس محمود عبس عن جاهزيتها لإدارة معبر رفح.
حسين الشيخ: السلطة مستعدة للعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبلير لدعم وقف إطلاق النار في غزة وبدء إعادة الإعمار
لكن مراقبين يتساءلون عن مدى قدرة سلطة الرئيس الفلسطيني عن تحقيق اختراق في هذه المهمة، خاصة أن الأمر لا يتعلق بالنوايا أو بالاعتماد على واقع أن السلطة هي الوحيدة القادرة على خلافة حكم حماس، ولاحقا تنفيذ المهمة الأصعب في خطة ترامب، وهي تجريد حماس من السلاح.
وبدأت حملة السلطة لتقديم نفسها كبديل لحكم حماس من اللقاء الذي عقده حسين الشيخ، نائب رئيس منظمة التحرير، مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، المرشح لأن يلعب دورا متقدما في الإشراف على حكم غزة لمرحلة انتقالية.
وقال الشيخ الأحد إن السلطة مستعدة للعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبلير لدعم وقف إطلاق النار في غزة وبدء إعادة الإعمار.
وكتب الشيخ على إكس “أكدنا استعدادنا للعمل مع الرئيس ترامب ومع بلير والشركاء المعنيين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن والأسرى والذهاب للتعافي وإعادة الإعمار”.
كما يأتي محمد أشتية، المبعوث الخاص للرئيس عباس والذي سبق أن شغل منصب رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية، من نيويورك إلى أوروبا في سياق سياسة تحسين صورة السلطة والتخفيف من الانتقادات الموجهة لها من ذلك وجودها على هامش قطاع غزة وتسليمه لحماس، وعدم قدرتها على جمع الشارع الفلسطيني حولها وخسارته لصالح الفصائل المسلحة خاصة حماس والجهاد.
ويضاف إلى ذلك الانتقادات التي تتعلق بغياب الإصلاحات التي تمكّن السلطة من تجديد دمائها ولعب دور أكثر فاعلية في الساحة الفلسطينية والإقليمية، وهو ما يتبدى في برود علاقة السلطة بدول الإقليم، خاصة دول الخليج، وهو وضع دفع أصواتا فلسطينية وإقليمية إلى المطالبة بإقالة عباس وفسح المجال لشخصية فلسطينية جامعة تكون لديها مقبولية في الإقليم مثل ما هو الشأن مع محمد دحلان، القيادي في التيار الإصلاحي في فتح.
وقال أشتية في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في جنيف، إنه سينتقل إلى هولندا والنمسا للغاية نفسها.
وأضاف أن وفدا سيتوجه أيضا إلى دول البلطيق، فيما يتوقّع أن يتوجه الرئيس محمود عباس إلى إيطاليا وألمانيا.
محمّد أشتية: ممثلون عن السلطة الفلسطينية سيزورون عددا من العواصم الأوروبية بهدف الحصول على اعتراف بدولة فلسطين
وشدد على أن الهدف من هذه الزيارات دفع هذه الدول للاعتراف بدولية فلسطين، على غرار ما فعلته دول أخرى سبقتها مثل بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال في 21 سبتمبر الماضي.
وفي سياق آخر، قال أشتية “نحن الآن جاهزون للعمل من جديد، وقد أبلغنا جميع الأطراف باستعدادنا لتشغيل معبر رفح”.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن السلطة تتوقع الاضطلاع بدور مهم في غزة بعد الحرب، غير أن خطة ترامب لإنهاء الحرب تهمّشها في الوقت الراهن.
وتضغط بعض الدول العربية مثل مصر والأردن من أجل أن يكون للسلطة الفلسطينية دور ما، لكن خطة وقف إطلاق النار التي وافقت عليها إسرائيل وحماس لا تتضمن إشارة إلى الموافقة على ذلك، إلا بعد أن تخضع السلطة الفلسطينية لإصلاحات.
وسيطر الجيش الإسرائيلي في مايو 2024 على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بجنوب القطاع. وكان للمعبر دور محوري في إيصال المساعدات وإجلاء الجرحى والمرضى خلال الحرب في ظل انهيار القطاع الصحي في غزة.
واستأنفت إسرائيل استعداداتها لفتح المعبر بعد خلاف على إعادة رفات رهائن، والذي هدد بعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.
وأعرب أشتية عن قلقه إزاء كلفة إعادة إعمار غزة والتي تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنها قد تتجاوز 70 مليار دولار.
وقال “أنا قلق بعض الشيء بشأن مسألة الإعمار. فهناك عمليات إعادة إعمار أخرى في سوريا ولبنان واليمن والسودان ومع العديد من الدول الأخرى (تنافسنا على أموال المانحين).”
وأضاف “يمكننا التدريس في الخيام ولكننا في حاجة إلى الماء والكهرباء والغذاء حتى نتمكن من تمكين أهلنا من البقاء هناك”.