حذف شعار "المغرب 24" من صور كأس أمم أفريقيا للسيدات في الإعلام الجزائري يثير الجدل

وسائل إعلام مغربية تعتبر تصرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم والتلفزيون العمومي "إنكارا منظما" لبطولة قارية.
السبت 2025/07/12
حالة إنكار

الجزائر - تفجّر جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما عمدت وسائل إعلام جزائرية حذف وطمس شعارات النسخة الجارية من كأس أفريقيا للسيدات في كرة القدم والشركات الراعية لها، وعلى رأسها إخفاء اسم الدولة المنظمة “المغرب”، رغم التغطية الواسعة لها في الإعلام الدولي.

وبعد أقل من أسبوع من انطلاقها، تحظى النسخة الجارية من كأس أفريقيا للسيدات في كرة القدم بتغطية إعلامية استثنائية، بعدما توقع الاتحاد الأفريقي للعبة على موقعه أن تكون هذه الدورة من بين “الأشد تنافسا في تاريخ المسابقة.”

وتحتضن المملكة المغربية النسخة 15من كأس الأمم الأفريقية للسيدات 2025، التي انطلقت في 5 يوليو وتنتهي في 26 منه، رغم تسمية البطولة بـ2024 لأنها تأجلت لأسباب تتعلق بالتقويم الدولي. وحددت اللجنة المنظمة 6 مدن مغربية لاحتضان مباريات الفرق الـ12 المشاركة من بينها الجزائر.

وإذا كانت المواجهات الكروية بين المنتخبات المشاركة تحظى بتغطية إعلامية استثنائية وفقا للجنة المنظمة و”الكاف”، فإن الأمر خارج المستطيل الأخضر لا يقل استقطابا ومتابعة من قبل وسائل الإعلام العالمية بالنظر إلى تعمد الاتحاد الجزائري لكرة القدم “الفاف” والتلفزيون العمومي طمس شعارات البطولة والشركات الراعية لها وإخفاء اسم الدولة المنظمة “المغرب.”

ولاحظت وسائل إعلامية مغربية أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم قام بتعديل شعار البطولة على موقعه في شبكات التواصل الاجتماعي، وأشارت إلى أنه حذف عبارة “المغرب 24” من العديد من الصور المرئية، مثل الصورة في خلفية قائمة اللاعبات الجزائريات لكأس أمم أفريقيا في أعلى الوسط، ما تسبب بفتح تحقيق من قبل الكاف بهذه الممارسات وهو ما تداولته الشبكات الاجتماعية بكثافة، وجاء في تعليق:

african_f@

الكاف يفتح تحقيقًا رسميًا مع منتخب الجزائر للسيدات بسبب خرق لوائحه التنظيمية خلال بطولة كأس أمم أفريقيا للسيدات المقامة حاليًا في المغرب ..

وجاء القرار عقب قيام لاعبات المنتخب الجزائري بوضع شريط أسود لاصق على شعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبتر اسم ” المغرب “

وذكر ناشط:

med_azouguigh@

بدون عقدة نقص #القناة_الثانية العمومية الرسمية في #المغرب، انجزت روبورتاج عن فوز #منتخب_الجزائر_النسوي على #بوتسوانا.

درس في الإعلام المهني الذي يميز بين السياسة والرياضة..

عكس إعلام #الجزائر الرسمي والخاص الذي لا يستطيع أن يذكر حتى اسم البلد المنظم ل #كأس_أمم_إفريقيا للسيدات

وكتب مدون:

AdMeghribi@

الفرق بين التواصل الرقمي لمنتخب التونسي ونظيره الجزائري خلال تغطية كأس أمم أفريقيا للسيدات بالمغرب يكشف الكثير:

الوفد التونسي شارك محتوى يعكس التقدير لحفاوة الاستقبال المغربي والتنظيم الاحترافي، في المقابل، أوفد النظام العسكري الجزائري من تعمد تجاهل كل الإيجابيات، مركزا عدسته على مشاهد هامشية لتشويه صورة المملكة.

وفي الندوة الصحافية التي نشطها مدرب الفريق الجزائري لسيدات كرة القدم فريد بن ستيتي أوردت العديد من وسائل الإعلام المغربية أنها لاحظت اختفاء شعار الخطوط الملكية المغربية من اللوحات الإعلانية خلف المنصة رغم كونها راعيًا رسميا للمنافسة. وبدلا من ذلك، تم استبداله بشعار علامة تجارية أخرى، وهي شركة توتال إنرجي.

واعتبرت وسائل إعلام مغربية تصرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم والتلفزيون العمومي “إنكارا منظما” لبطولة قارية، وكتب أن “الفاف” أزال أي إشارة لكون المغرب هو البلد المستضيف”، مستنكرة تسييس الفعل الإعلامي في بطولة قارية.

وأضافت إن ما حدث يعتبر “قمة العبث الإعلامي وبدلا من الاعتزاز بالمشاركة النسوية في البطولة، تم اختزال الأمر في صراع رمزي سياسي.”

أما الموقع الصادر باللغة الإسبانية يا بلادي دوت.كوم فقد أوضح أن طمس الشعارات ينتهك عقود الرعاية مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ما قد تترتب عليه تبعات قانونية تجاه المؤسسة الإعلامية الجزائرية.

وفي ظل التوترات الدبلوماسية المستمرة بين البلدين منذ سنوات، وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الاتحاد الجزائري لكرة القدم أو وزارة الإعلام الجزائرية، أشار بعض المحللين الرياضيين إلى أن هذه الممارسات ليست مجرد “أخطاء فنية.”

من جانب آخر، وأمام الصمت الإعلامي والرسمي الجزائري حيال هذه التعليقات التي تناولتها أيضا صحيفة لوباريزيان الفرنسية فإن الموقع الإخباري المغربي يعتبر أنه في حال تعمد “الفاف” أو التلفزيون الجزائري هذه التصرفات فإن هذا السلوك يعكس نوعا من “الإنكار السياسي” الذي لا يُمكن تبريره رياضيا، ويضر بصورة المنتخب الجزائري نفسه، وباللاعبات اللواتي قدمن أداء مثاليا بعيدا عن الجدل الإعلامي.

والمؤكد أن هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان ما جرى في مايو 2023 خلال نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية، حين رفض فريق اتحاد العاصمة الجزائري خوض مباراة الذهاب أمام نهضة بركان المغربي بسبب خلاف حول قميص الفريق المغربي الذي يحمل خريطة المغرب كاملة بما فيها الصحراء المغربية.

واعتبر الجانب الجزائري ذلك “استفزازا سياسيا”، بينما تمسك الفريق المغربي بحقه في ارتداء قميصه الرسمي المعتمد من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “الكاف”. وأدى الخلاف إلى تأخر المباراة ثم إعلان نهضة بركان فائزا بنقاط المباراة اعتباريا، واستمرت الأزمة الرياضية بتجاذبات إعلامية وأصبحت حينها عنوانا جديدا لمواجهة سياسية بين البلدين بخلفية رياضية.

وبالرغم من أن اللاعبات في الميدان يواجهن فرق الخصوم باحترافية وبروح رياضية عالية، إلا أن الكواليس الإعلامية تعيد طرح السؤال القديم الجديد: إلى أي مدى يمكن أن تبتعد الرياضة بسموها وأخلاقها ومصالحتها بين الشعوب عن الحسابات السياسية؟

5