ثمانية السعودية تُغيّر قواعد اللعبة.. عرش بي.إن سبورتس القطرية "يهتز"
الرياض- أعلنت حزمة القنوات الفضائية الجديدة تحت مظلة "ثمانية" توسعًا في الترددات لضمان استقرار أفضل على نايل سات (تردد 12360 عموديًا بمعدل 27500) وعرب سات (تردد 11919 أفقيًا بنفس المعدل)، مما سمح بإضافة برامج تفاعلية جديدة مثل استوديوهات التحليل المباشر عبر التطبيق، وهي خطوة تستغل بشكل أكبر نجاح المنصة الرقمية بين الشباب.
وأطلقت حزمة قنوات فضائية جديدة تحت مظلة "ثمانية" في أغسطس 2025، مستفيدة من النجاح الهائل الذي حققته المنصة الرقمية نفسها بين الشباب العربي على مدار السنوات الثماني السابقة، حيث بنت ثمانية علامة تجارية قوية من خلال محتواها الرقمي المبتكر مثل بودكاست "فنجان" و"درجة أولى" الذي يجمع ملايين المتابعين الشباب الذين يبحثون عن تحليلات ثقافية ورياضية عميقة وغير تقليدية.
وبدلاً من البدء من الصفر في بناء جمهور جديد، حولت الشركة التابعة لمجموعة الشركة السعودية للأبحاث والنشر (SRMG) هذا النجاح الرقمي إلى قوة إعلامية هجينة تجمع بين التطبيق الذكي والقنوات الفضائية المفتوحة، مما سمح لها بالوصول الفوري إلى ملايين الشباب العربي الذين اعتادوا على محتوى ثمانية عبر هواتفهم، وهكذا أصبحت الحزمة ليست مجرد قنوات رياضية بل امتدادًا طبيعيًا لتجربة رقمية مألوفة تجذب الفئة العمرية 18-35 عامًا التي تشكل غالبية جمهورها.
الإطلاق الرسمي للحزمة جاء في 8 أغسطس 2025، مع ثلاث قنوات رئيسية (ثمانية1 و2 و3) تبث مجانًا على أقمار نايل سات وعرب سات بجودة HD عالية، وهي تحمل حقوق البث الحصري لدوري روشن السعودي وكأس الملك وكأس السوبر ودوري يلو حتى 2031، مما يعني تغطية شاملة لجميع المباريات دون استثناء، وهذا الاستغلال لنجاح المنصة الرقمية يظهر بوضوح في كيفية دمج المحتوى السابق مثل الأرشيف الرياضي والأفلام الوثائقية مع برامج جديدة مخصصة للشباب مثل "مخرج ثمانية" الكوميدي الرياضي و"معيشة ثمانية" الذي يستكشف الحياة اليومية من منظور شبابي.
ويعتقد خبراء أن ثمانية "ليست مجرد منافس جديد دخل السوق، بل هي ثورة إعلامية سعودية غيّرت بأساسيات البث الرياضي في المنطقة من خلال استراتيجية استغلت نجاحها الرقمي السابق، فبدلاً من الاعتماد على الاشتراكات الباهظة التي تسيطر بها بي إن سبورتس القطرية، أطلقت ثمانية بثاً مفتوحاً على نايل سات وعرب سات يصل إلى أكثر من 100 مليون مشاهد في الوطن العربي بجودة HD فائقة، مما سمح لها بسحب الشباب العربي (18-35 عاماً) الذين اعتادوا على محتواها الرقمي المجاني والقريب منهم، وحققت خلال 9 أشهر فقط زيادة في المشاهدة بنسبة 275% مقارنة بأدائها الرقمي السابق.
وهذا التحول لم يكن مجرد إضافة قنوات بل إعادة تعريف مفهوم "الوصول" في الرياضة حيث أصبحت المباريات السعودية متاحة للمناطق النائية والأسر التقليدية دون الحاجة لإنترنت قوي أو اشتراكات شهرية، مما جعل ثمانية ليست مجرد ناقل رياضي بل منصة ثقافية شبابية تعكس هوية سعودية حديثة تجذب الجيل الجديد.
ولا تزال بي إن سبورتس العملاق الإعلامي الرياضي في العالم العربي بفضل 15 عاماً من الخبرة والاستثمارات الهائلة التي تجعلها تمتلك حقوق البث الحصري لدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي والإسباني وباقي البطولات العالمية الكبرى، مع شبكة تضم أكثر من 40 قناة تغطي كل رياضة ممكنة من التنس والغولف إلى الأولمبياد والرياضة النسائية، واستوديوهاتها المتطورة التي تقدم تحليلات بجودة 8K وخبراء دوليين تجعلها الخيار الأول لمحبي الأندية الأوروبية الكبرى مثل ريال مدريد وليفربول ومانشستر سيتي، وهي تحافظ على قوتها في الأسواق الكبرى مثل مصر والمغرب والشام حيث تملك شبكة توزيع قوية وشراكات مع مشغلي الكابل والأقمار الصناعية، لكن التحدي الأكبر أمامها هو فقدانها السيطرة على السوق السعودي الأكبر اقتصادياً في المنطقة حيث سيطرت ثمانية على 80% من المشاهدة المحلية بفضل حقوق البث الحصري لدوري روشن وكأس الملك حتى 2031 وبثها المجاني الذي أجبر بي.إن على خفض أسعارها بنسبة 25% للحفاظ على مشتركيها.
ما يجعل عرش بي إن سبورتس يهتز حقاً هو القدرة اللافتة لثمانية على بناء نموذج اقتصادي مستدام يعتمد على الإعلانات المستهدفة عبر تقنية SSAI بدلاً من الاشتراكات، مما سمح لها بتقديم محتوى مجاني بجودة عالية مع إيرادات فورية من الشركات الكبرى مثل Hankook Tire التي تشاركها في خطط توسعية لنقل دوري كرة القدم الكوري، وفي الوقت نفسه تخطط ثمانية لإطلاق قنوات أولمبية ومسلسلات رياضية درامية واستوديوهات تفاعلية تتيح للمشاهدين المشاركة المباشرة في التحليلات، مما يعني أنها لن تكتفي بالسوق السعودي بل ستتحدى بي إن في الأبطال الأوروبي والرياضات العالمية خلال 2026، بينما تضطر بي.إن للاستجابة بخفض الأسعار وإضافة محتوى محلي في كل بلد وشراكات مع نتفليكس للحفاظ على مكانتها كعملاق.
لكن الشباب العربي الذي يفضل التجربة المجانية والقريبة من ثقافتهم بدأ ينتقل تدريجياً نحو ثمانية، مما يجعل المواجهة بينهما ليست مجرد منافسة بين قناتين بل صراعاً على مستقبل الرياضة العربية بين النموذج السعودي الهجين المجاني والنموذج القطري المدفوع الشامل، حيث أصبحت ثمانية تهديداً حقيقياً للعرش الذي بدأ يفقد بريقه.
هذا التحول لم يكن عشوائيًا بل جزءًا من رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز القوة الناعمة السعودية من خلال الإعلام، حيث استثمرت السعودية في المنصة الرقمية الناجحة التي سجلت رقمًا قياسيًا في غينيس لأكثر حلقة بودكاست مشاهدة على يوتيوب في 2024، وأضافت إليها طاقمًا من الإعلاميين الشباب.