تنسيق خليجي على أعلى مستوى يسابق تطورات المنطقة
زيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الكويت جاءت سيرا على عادة تواصل القيادات الخليجية وتشاورها والتنسيق فيما بينها والتي برزت فاعليتها بشكل استثنائي في الظرف الراهن وما يميزه من تقلبات عاصفة، حاملة رسالة بشأن متانة جدار مجلس التعاون الخليجي ورسوخ التضامن بين مكوناته.
الكويت - اكتست زيارة الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء، إلى دولة الكويت ولقاؤه الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بالإضافة إلى بعدها العملي المباشر، قيمة إضافية تتعلّق بالتضامن الخليجي وعلو مستوى التنسيق بين قيادات بلدان مجلس التعاون تبعا لدقّة المرحلة وكثرة تقلباتها، ما استدعى جهودا إضافية من تلك القيادات لتمتين الروابط بين بلدانها وتقوية ممانعتها للتأثر بتبعات الأحداث العاصفة في الإقليم.
وبحث رئيس دولة الإمارات مع أمير دولة الكويت “العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك ومستوى تطورهما خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين ويعود بالخير والنماء على شعبيهما”.
وجاء ذلك خلال اللقاء الذي جمعهما، الأربعاء، في قصر بيان بالكويت، حيث “تبادلا الأحاديث الودية التي تعبر عن عمق الروابط الأخوية الراسخة التي تجمع قيادة البلدين وشعبيهما الشقيقين،” وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وتهيمن على أحداث المنطقة في الوقت الحالي الأوضاع بالغة السوء والتعقيد في قطاع غزّة جرّاء الحرب الإسرائيلية الدامية في القطاع.
الإمارات والكويت مشاركتان في جهود التهدئة بغزة وتوظفان مقدرات مادية هامة للتخفيف عن سكانها
وتستأثر تلك الأوضاع باهتمام قيادات دول الإقليم لاسيما بلدان الخليج التي لعبت أدوارا مفصلية في الجهود الرامية لوقف الحرب ومعالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة، حيث وظفت الإمارات والكويت إلى جانب بلدان أخرى مقدرات مادية هامة وخبرات متراكمة في مجال الإغاثة والعمل الإنساني لإمداد سكان قطاع غزة بما أمكن من أغذية وأدوية ومستلزمات ضرورية أخرى.
ولم تكن تطورات المنطقة ومن ضمنها ملف غزّة لتغيب عن النقاش في محادثات الشيخ محمّد بن زايد والشيخ مشعل الأحمد، حيث تطرق اللقاء “إلى عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط” ليؤكّدا في هذا السياق “دعم البلدين لجميع المبادرات والمساعي الهادفة إلى وقف إطلاق النار في القطاع وإرساء السلام الشامل والعادل الذي يقوم على أساس حل الدولتين كونه السبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة لما فيه مصلحة جميع شعوبها ودولها، مشددين على ضرورة البناء على الاعترافات الدولية المتزايدة مؤخرا بالدولة الفلسطينية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق نحو السلام والاستقرار”.
وكانت تداعيات الملف الفلسطيني قد طالت بشكل مباشر بلدا من بلدان الخليج العربي هو قطر التي تعرّضت عاصمتها الدوحة لقصف إسرائيلي أرادت تل أبيب من خلاله اغتيال قيادات من حركة حماس مقيمة على الأراضي القطرية.
وأثار ذلك الاعتداء الإسرائيلي حالة من الاستنفار السياسي الخليجي على مستوى القيادات التي أظهرت تنسيقا عاليا وتضامنا كبيرا وقدرة على جلب دعم دولي على أوسع نطاق، جاعلة القيادة الإسرائيلية في موقف ضعف وموضع إدانة حتى من قبل أكبر الحلفاء الغربيين لتل أبيب.
وغير بعيد عن سياق توحيد موقف الخليج ورص صفوف بلدانه بحث الشيخ محمّد بن زايد والشيخ مشعل الأحمد أيضا “مسار العمل الخليجي المشترك مؤكديْن حرص البلدين على دعم كل ما من شأنه تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بما يحقق تطلعات شعوبها إلى التنمية والازدهار.”