بري يرد على باراك: الجيش اللبناني لن يكون حارسا لحدود إسرائيل

تصريحات المبعوث الأميركي كانت بمثابة جرس تحذير للعهد في لبنان من إجراءات مشددة قد تتخذ بحق البلد.
الثلاثاء 2025/09/23
باراك يباغت بري

بيروت- طالب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الثلاثاء الحكومة باتخاذ موقف رسمي حيال ما صدر عن المبعوث الأميركي توماس براك من تصريحات حول الجيش والحكومة و”المقاومة”.

وتوجه بري، الذي يتزعم حركة أمل حليفة حزب الله، في بيان بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على لبنان برسالة إلى باراك مفادها أن “الجيش اللبناني لن يكون أبداً حرس حدود لإسرائيل، وأن سلاحه ليس سلاح فتنة ومهامه مقدسة لحماية لبنان واللبنانيين.”

وكان باراك قال الاثنين إنّ “كل ما يفعله لبنان هو الكلام ولم يقم بأي عمل فعلي وعلى الحكومة اللبنانية أن تعلن بوضوح أنها ستنتزع سلاح حزب الله،” محذراً من أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “سيذهب إلى أي مكان ويفعل أي شيء إذا شعر أنّ إسرائيل مهددة.”

وبلغة لم تخل من خشونة، جاهر باراك بأن حزب الله وإيران “عدوّان لنا، ونحن بحاجة إلى قطع رأسيْ هاتين الأفعيين ومنع تمويلهما.”

◄ الحكومة اللبنانية التي يقودها نواف سلام تجد نفسها في وضع حرج، بين رفض حزب الله المستمر نزع سلاحه، وبين الضغوط الأميركية التي يرجح أن تشتد عقب نهاية العام الجاري

وأضاف أن “لبنان يخشى نزع سلاح حزب الله لوجود اعتقاد بأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى حرب أهلية،” وقال “لن نتدخل لمواجهة الحزب سواء من خلال قواتنا أو من خلال القيادة المركزية الأميركية، حيث أن الجيش اللبناني هو من تقع على عاتقه هذه المسؤولية.”

واعتبر الموفد الأميركي أن “اللبنانيين يظنون أن حزب الله لا يعيد بناء قوته لكنه يعيدها (…) وخلال هذه الفترة تدفق إلى الحزب ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من مكان ما.”

وأثارت تصريحات باراك قلقا كبيرا في الأوساط السياسية اللبنانية خصوصا وأن المبعوث الأميركي أوحى بأن الوضع لن يبقى على حاله بعد نهاية العام الجاري.

وعدت الأوساط اللبنانية تصريحات المبعوث الأميركي بمثابة جرس تحذير للعهد في لبنان من إجراءات مشددة قد تتخذ بحق البلد، في حال لم يتم نزع سلاح الحزب الموالي لإيران.

وقال بري الثلاثاء “نحن بانتظار موقفٍ لبنانيّ رسميّ يجب ألّا يتأخّر حيال ما صدر عن الموفد الأميركي في توصيفه للحكومة اللبنانية وللجيش والمقاومة، وهو توصيفٌ مرفوضٌ شكلًا ومضمونًا، لا بل مناقضٌ لما سبق وقاله.”

وأكد في هذا الإطار أنّ قادة الجيش اللبناني وضبّاطه ورتبه وجنوده “هم أبناؤنا وهم الرهان الذي نعلّق عليه كلّ آمالنا وطموحاتنا للدفاع عن أرضنا وعن سيادتنا وحفظ سلمنا الأهلي في مواجهة أيّ عدوانٍ يستهدف لبنان، وأبدًا لن يكون حرس حدودٍ لإسرائيل، وسلاحه ليس سلاح فتنة، ومهامه مقدّسة لحماية لبنان واللبنانيين.”

◄ بلغة لم تخل من خشونة، جاهر باراك بأن حزب الله وإيران "عدوّان لنا، ونحن بحاجة إلى قطع رأسيْ هاتين الأفعيين ومنع تمويلهما"

ومضى بري قائلا “نُجدّد مطالبة الحكومة اللبنانية بضرورة الوفاء بالتزاماتها التي نصّ عليها البيان الوزاري، وخاصةً لجهة المباشرة بصرف التعويضات لأصحاب المنازل المتضرّرة أو المهدَّمة، وضرورة أن تُبادر الحكومة إلى مغادرة مساحات التردّد لضبط هذا الملف الإنساني السيادي بأثمانٍ سياسية.”

وتجد الحكومة اللبنانية التي يقودها نواف سلام نفسها في وضع حرج، بين رفض حزب الله المستمر نزع سلاحه، وبين الضغوط الأميركية التي يرجح أن تشتد عقب نهاية العام الجاري، وقد تصل إلى حد فرض حصار اقتصادي مشدد، مع إمكانية شن إسرائيل غارات جديدة على لبنان.

ووافقت الحكومة في أغسطس الماضي على ورقة قدمها المبعوث الأميركي باراك بشأن نزع سلاح حزب الله قبل موفى العام الجاري، قبل أن تتراجع عن ذلك وتوافق على خطة عرضها الجيش اللبناني لا تتضمن جدولا زمنيا لإنجاز المهمة.

وقد كان قائد الجيش اللبناني واضحا لجهة أن المؤسسة العسكرية لا تملك الإمكانيات لنزع كامل سلاح الحزب خلال تلك المهلة، وأنها تحتاج إلى دعم، وهو ما لا يبدو متوفرا حتى الآن.

وقال باراك في معرض تصريحاته المثيرة للجدل “لن نسلح الجيش ليقاتل إسرائيل، ولا نرغب في تسليحه ليقاتل أبناء شعبه، أي حزب الله. لكن الحزب يشكل عدوا لنا، تماما كما إيران، هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف حزب الله.”