المهرجان القومي للمسرح المصري يقدم فعالياته في كل المحافظات

المهرجان يبشر بدورة استثنائية تطرح تجديدات حقيقية في المشهد المسرحي المصري عبر الانفتاح الجغرافي وتشجيع المواهب الجديدة.
الخميس 2025/07/17
محمد رياض: المهرجان يحاول كسر حاجز المركزية

القاهرة - تنطلق فعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري أواخر هذا الأسبوع بمشاركة 35 عرضا ضمن المسابقة الرسمية تمثل الفرق المستقلة والحكومية والنقابات الفنية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني. ترفع الدورة، المقامة في الفترة من العشرين من يوليو إلى السادس من أغسطس، شعار “المهرجان في كل مصر” في دلالة على انفتاح المهرجان على مختلف محافظات الجمهورية بعد سنوات من المطالبة بانتقال العروض والأنشطة إلى خارج القاهرة.

وقال الممثل محمد رياض رئيس المهرجان في مؤتمر صحفي الثلاثاء “كانت هذه خطوة مهمة للمهرجان لكسر حاجز المركزية، والخروج للأطراف، وهذا شيء هام جدا، لأن المحافظات متعطشة لكل الفنون.” وأكد رياض أن الرؤية العامة للدورة الحالية هي تحقيق العدالة الثقافية والوصول بالمسرح إلى المحافظات، إذ قال “بدأتُ التفكير في هذه الخطوة منذ العام الماضي، لقناعتي التامة بأن الحركة المسرحية لا يجب أن تظل حبيسة المركز.”

وأشار رياض إلى أن المهرجان نظم فعاليات في أربع محافظات إلى جانب القاهرة، وشهدت هذه الفعاليات تكريم رموز محلية، مما عزز من الشعور بالمشاركة والاحتفاء بالمسرح في ربوع مصر، كما شدد رئيس المهرجان على أهمية الكتابة المسرحية، قائلا “نحتفي هذا العام بعدد من الكُتّاب الجدد، ونأمل أن تحظى المسرحيات التسع الفائزة بإنتاج حقيقي وفرص عرض داخل المؤسسات المسرحية.”

من جانبه، أعرب اللواء خالد اللبان، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، عن فخره بالتعاون مع إدارة المهرجان، مؤكدا أن نقل الفعاليات إلى المحافظات أحدث أثرا واسعا في نفوس المواطنين، وقال “شعر المواطنون بسعادة غامرة حين جاءهم المسرح إلى عقر دارهم. المحافظات كانت متعطشة لهذا الحدث الفني.”

 ترفع الدورة، المقامة في الفترة من العشرين من يوليو إلى السادس من أغسطس، شعار “المهرجان في كل مصر” في دلالة على انفتاح المهرجان على مختلف محافظات الجمهورية
◙ دورة هذا العام ترفع شعار "المهرجان في كل مصر" في دلالة على انفتاح المهرجان على مختلف محافظات الجمهورية

ونظم المهرجان على مدى الأسابيع القليلة الماضية ورش تدريب وقدم بعض العروض الفائزة في الدورة السابقة في أسيوط والإسكندرية وبورسعيد والغربية كما كرم عددا من مبدعي هذه المحافظات. ويأتي المحور الفكري للمهرجان هذا العام بعنوان “تحولات الوعي الجمالي في المسرح المصري” متضمنا ندوات ونقاشات وجلسات حوارية يشارك فيها مجموعة كبيرة من النقاد والفنانين والمسرحيين المصريين.

تقام عروض المهرجان على مسارح الهناجر ومتروبول وميامي والغد والبالون والطليعة والسامر والجمهورية والسلام وروض الفرج إضافة إلى مركز الإبداع بدار الأوبرا والمعهد العالي للفنون المسرحية. وتتشكل لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية، والتي تحمل هذا العام اسم الممثلة الراحلة سميحة أيوب، برئاسة الممثل رياض الخولي وتضم في عضويتها مصمم الاستعراضات عاطف عوض والموسيقار وليد الشهاوي والممثلة منال سلامة والناقد حاتم حافظ ومهندس الديكور محمود سامي والممثل ياسر صادق.

وبجانب العروض المسرحية، ينظم المهرجان مسابقة للتأليف المسرحي، ومسابقة أخرى للمقال النقدي والبحث النظري. وقال رياض في المؤتمر الصحفي “لاحظنا منذ فترة أن العروض المسرحية المقدمة إما مأخوذة عن نصوص أجنبية أو نصوص لمؤلفين كبار من حقبتي الستينات والسبعينات، لم يظهر منذ فترة كتاب جدد للمسرح، لذلك فكر المهرجان منذ دورتين في إقامة مسابقة للمؤلفين”.

وأضاف “في السنة الأولى، كانت المسابقة للعمل الأول، وتلقينا نحو 186 نصا مسرحيا، وفي السنة التالية، خصصنا المسابقة للشبان تحت سن الأربعين، وهذا العام فتحنا الباب للمشاركة دون قيود”.

وفي إطار الوفاء لمسيرة رواد المسرح المصري، أعلن المهرجان عن أسماء المكرمين في الدورة الثامنة عشرة، وهم نخبة من القامات الفنية الذين أثروا الحركة المسرحية بإسهاماتهم البارزة عبر عقود من الإبداع والعطاء، حيث تم اختيار الفنانين محيي إسماعيل وأشرف عبدالباقي وميمي جمال وسميرة عبدالعزيز وأحمد نبيل وجلال العشري، والمخرج أحمد عبدالجليل، والكاتب سليم كتشنر، والدكتور صبحي السيد، والمخرجة عبير علي، ليكونوا وجوها مكرّمة في هذه الدورة، تقديرا لما قدموه من أعمال راسخة في ذاكرة المسرح المصري والعربي.

وبشر القائمون على الحدث بدورة استثنائية تطرح تجديدات حقيقية في المشهد المسرحي المصري، من حيث الانفتاح الجغرافي، وتشجيع المواهب الجديدة، وتكريم رموز عريقة في تاريخ المسرح المصري. ومع انطلاق الدورة الثامنة عشرة، يأمل جمهور المسرح في أن تمثل هذه الدورة خطوة حقيقية نحو توسيع أفق الإنتاج والتلقي، وإعادة المسرح إلى قلب الحياة الثقافية المصرية.

وجدير بالذكر أن أولى دورات المهرجان القومي للمسرح المصري كانت في عام 2006، ليصبح منذ ذلك الحين منصة سنوية للاحتفاء بالحركة المسرحية في مصر، ويهدف المهرجان إلى رصد وتوثيق أهم التجارب المسرحية، وتشجيع المبدعين في مجالات التأليف، والإخراج، والأداء، والتقنيات، كما يسعى إلى خلق حوار نقدي فعال حول قضايا المسرح المعاصر، وينظَّم المهرجان برعاية وزارة الثقافة المصرية، ويستقطب سنويا أبرز الفرق المسرحية من مختلف المؤسسات: البيت الفني للمسرح، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والمسرح الجامعي، والمستقل، والحر، وغيرها.

13