المنظمة الدولية للهجرة تؤكد خطورة مسار المهاجرين عبر ليبيا
الرباط- أكدت أرقام المنظمة الدولية للهجرة أن ليبيا باتت تشكل المسار الأكثر خطورة للمهاجرين غير الشرعيين في منطقة شمال أفريقيا.
وأفادت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب بأن “ليبيا لا تزال مكانا خطيرا بالنسبة إلى المهاجرين وطالبي اللجوء مقارنة بدول شمال أفريقيا،” حيث يواجهون انتهاكات جسيمة، من بينها الخطف والتعذيب على يد المهربين والتشكيلات المسلحة.
وأضافت بوب في تصريحات لجريدة “أراب ويكلي” أن “المهاجرين يواجهون تحديات كبيرة في ليبيا، تشمل الخطف والتعذيب،” لافتة إلى أن “غالبية الوفيات المسجلة في البحر المتوسط كانت لمهاجرين غادروا من ليبيا، مما يجعل المسار من ليبيا صوب أوروبا هو الأكثر خطورة على وجه الخصوص.”
إيمي بوب: ليبيا لا تزال مكانا خطيرا بالنسبة إلى المهاجرين وطالبي اللجوء مقارنة بدول شمال أفريقيا
وقالت في تصريحات من المغرب “سمعت بنفسي كثيرا من قصص المهاجرين الذين تعرضوا للخطف من قِبل أطراف غير تابعة للحكومة في ليبيا، وجرى احتجازهم مقابل الفدية، حيث تعرضوا لانتهاكات جسيمة.”
وفي إشارة إلى انتعاش شبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر داخل ليبيا خلال السنوات الماضية، أوضحت بوب أن “ليبيا مكان محفوف بالمخاطر بالنسبة إلى المهاجرين الذين يقعون فريسة شبكات التهريب.”
كما تطرقت بوب إلى الحرب الأهلية المشتعلة في السودان، وتأثيرها على حركة المهاجرين صوب ليبيا، قائلة “ما يشعرنا بالقلق بشكل أكبر هو الحرب في السودان، التي تستمر في دفع السودانيين إلى النزوح بأعداد كبيرة جدا.”
وأظهرت بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 357 ألف لاجئ سوداني وصلوا إلى ليبيا منذ أبريل عام 2023.
وتدهورت أوضاع المهاجرين بشكل ملحوظ منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان، إذ تسببت في نزوح ملايين السودانيين إلى الدول المجاورة، ولاسيما ليبيا.
وأشارت بوب أيضا إلى تداعيات خفض حجم التمويل الذي تقدمه الأمم المتحدة، قائلة “بصراحة، كان هناك انخفاض كبير للغاية في الموارد المخصصة لتوفير مستوى الدعم والرعاية اللازمة.”
وينحدر المهاجرون في ليبيا، بحسب المسؤولة الأممية، من عدد كبير من البلدان، بينها دول من آسيا، إذ يرونها بوابة العبور نحو أوروبا. لكنها حذرت من خطورة الوضع داخل ليبيا، قائلة “يواجه المهاجرون في ليبيا التحديات الأكبر مقارنة بدول شمال أفريقيا.”