الضغوط الدولية تجبر إسرائيل على إعلان "هدن إنسانية" في غزة

عمليات إنزال جوي إماراتية وأردنية للمساعدات في القطاع.
الاثنين 2025/07/28
حل مؤقت

نجحت الضغوط الدولية في إجبار إسرائيل على إعلان هدن يومية لإيصال مواد الإغاثة إلى الجوعى في غزة، دون أن يعني ذلك قرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ظل جمود المفاوضات.

غزة - أعلنت إسرائيل الأحد أنها ستوقف العمليات العسكرية 10 ساعات يوميا في مناطق محددة بغزة وستسمح بفتح ممرات جديدة للمساعدات في القطاع بينما نفذ الأردن والإمارات عمليات إنزال جوي للمساعدات على القطاع الذي أثارت صور الفلسطينيين الجائعين فيه قلق العالم.

وتواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية في غزة وتوقف محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة في الدوحة بين إسرائيل وحركة حماس دون أن يتضح أي أفق لاحتمال التوصل إلى اتفاق.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيسمح بـ”إدخال الحد الأدنى من المساعدات لغزة،” مشددا في الآن ذاته على “مواصلة القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب، حتى تحقيق النصر الكامل.”

ومن المقرر تعليق العمليات العسكرية يوميا في المواصي، التي سبق أن أعلنتها إسرائيل منطقة إنسانية على الساحل، ودير البلح في وسط قطاع غزة ومدينة غزة بشمال القطاع من العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (07:00 – 17:00 بتوقيت غرينتش) حتى إشعار آخر.

وقال مصدر رسمي أردني إن الأردن والإمارات أسقطا الأحد ما مجموعه 25 طنا من المساعدات على قطاع غزة في أول عملية إنزال جوي لهما منذ أشهر. وأضاف المسؤول أن الإنزال الجوي ليس بديلا عن تسليم المساعدات برا.

توم فليتشرّ: فرقنا ستبذل قصارى جهدها للوصول إلى أكبر عدد من الجوعى
توم فليتشرّ: فرقنا ستبذل قصارى جهدها للوصول إلى أكبر عدد من الجوعى

وذكر مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة في مدينة غزة أن ما لا يقل عن 10 أشخاص أصيبوا جراء سقوط صناديق المساعدات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي تحديد مسارات آمنة لقوافل المساعدات الغذائية والطبية من السادسة صباحا حتى الحادية عشرة مساء اعتبارا من الأحد.

وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن فرق الأمم المتحدة ستكثف جهودها لإطعام الفلسطينيين في غزة خلال الهدن بالمناطق المحددة.

وكتب في منشور على إكس “على تواصل مع فرقنا على الأرض، التي ستبذل قصارى جهدها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجوعى خلال هذه الفرصة.”

وقال مسؤولون طبيون بمستشفيي العودة والأقصى وسط قطاع غزة إن ما لا يقل عن 17 شخصا قتلوا وأصيب 50 آخرون بنيران قوات إسرائيلية بينما كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات الأحد. ولم يرد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق.

وذكرت وزارة الصحة في القطاع أن العشرات من سكان غزة توفوا بسبب سوء التغذية في الأسابيع القليلة الماضية.

وأضافت الوزارة أنها سجلت ست وفيات جديدة بسبب سوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد من لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع إلى 133 في المجمل، منهم 87 طفلا.

وقال عاملون في القطاع الصحي إن الطفلة زينب أبوحليب (خمسة أشهر) توفيت السبت في مستشفى ناصر بخان يونس جراء سوء التغذية الحاد.

وصرحت أمها إسراء أبوحليب لتلفزيون رويترز معتمدة اللهجة المحلية “كنا تلات شهور بالمستشفى بدون فايدة… لا حياة لمن تنادي، ناشدنا كتير… وهاي المقابل. المقابل إنها متوفية.”

وأعلن الهلال الأحمر المصري أنه أرسل أكثر من 100 شاحنة محملة بأكثر من 1200 طن من المساعدات الغذائية إلى جنوب غزة عبر معبر كرم أبوسالم.

وقالت منظمات الإغاثة الأسبوع الماضي إن الجوع يتفشى بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وتزايد القلق الدولي من الأزمة الإنسانية في غزة، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الإعلان عن عزم باريس الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر.

ونددت مجموعة من 25 دولة، من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، الأسبوع الماضي بشح المساعدات وقالت إن منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية الأساسية للفلسطينيين أمر غير مقبول.

وفي مارس منعت إسرائيل عن القطاع جميع الإمدادات، قبل أن تسمح بدخولها مجددا في مايو مع فرض قيود جديدة. وتقول إنها ملتزمة بإدخال المساعدات لكن عليها التحكم فيها للحيلولة دون سيطرة المسلحين عليها.

وتقول أيضا إنها سمحت بدخول ما يكفي من الطعام إلى غزة خلال الحرب، وتحمّل حماس مسؤولية معاناة سكان القطاع.

إسرائيل تواجه انتقادات دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية في غزة وتوقف محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة في الدوحة بين إسرائيل وحركة حماس

ويبدو أن إسرائيل والولايات المتحدة تخلّتا عن مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس الجمعة، وقالتا إنه أصبح من الواضح أن الحركة لا تريد التوصل إلى اتفاق.

وعبر الكثير من سكان غزة عن ارتياحهم المبدئي للإعلان الصادر الأحد، لكنهم أكدوا على ضرورة انتهاء القتال بشكل دائم.

وقال تامر البرعي، وهو مالك شركة، معتمدا اللهجة المحلية “الناس مبسوطين كتير أنه كميات كبيرة من الأكل راح تدخل غزة.” وأضاف “إحنا بنتمنى أنه اليوم يشكل خطوة أولى في إنهاء الحرب التي حرقت الأخضر واليابس.”

وعبر آخرون عن قلقهم إزاء كيفية إيصال المساعدات وما إذا كانت ستصل إلى الناس بأمان.

وباعتماد اللهجة المحلية نفسها قال صهيب محمد، وهو نازح من غزة، إنه يجب أن تدخل “المساعدات بشكل منطقي. المساعدات بإنزال جوي بتعمل إصابات وبتعمل أضرار.”

واستنكرت حماس الإجراءات الإسرائيلية للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، مؤكدة أن إسرائيل تواصل هجومها العسكري.

وقال علي بركة، القيادي في حماس، في بيان الأحد “ما يحدث ليس هدنة إنسانية.”

وانتقد إيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني الإسرائيلي، وهو من اليمين المتطرف، قرار السماح بالمساعدات الذي قال إن نتنياهو ومسؤولي الدفاع اتخذوه دون إطلاعه عليه.

وأضاف في بيان “هذا استسلام لحملة حماس الخادعة،” مجددا دعوته إلى قطع جميع المساعدات عن غزة والسيطرة على القطاع بأكمله وتشجيع سكانه الفلسطينيين على مغادرته. ولم يصل بن غفير في بيانه إلى حد التهديد بالاستقالة من الحكومة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023 عندما اقتحم مقاتلون بقيادة حماس جنوب إسرائيل، في هجوم تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

أما مسؤولو الصحة بغزة فيقولون إن الحملة الإسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين أودت بحياة ما يقرب من 60 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين. وحولت الحملة الإسرائيلية معظم القطاع إلى أنقاض وشردت جميع السكان تقريبا.

2