الصاوي والعابدين يرويان حكاية التمثيل بمعرض الشارقة للكتاب 2025

الممثلان يكشفان أسرار الرحلة بين الأداء والكتابة في جلسة حوارية بعنوان "من التمثيل إلى التأليف.. الفنانون يروون الحكاية".
الخميس 2025/10/23
مسيرتان مختلفتان ومتشابهتان

الشارقة- سيطلّ النجمان العربيان خالد الصاوي وظافر العابدين على جمهور الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي ستقام في الفترة من الخامس إلى السادس عشر من نوفمبر المقبل تحت شعار “بينك وبين الكتاب”، ليتحدثا عن الحكاية من زاوية مختلفة، حيث سيكشفان لجمهور الثقافة والفن أسرار الرحلة بين الأداء والكتابة، في جلسة حوارية بعنوان “من التمثيل إلى التأليف… الفنانون يروون الحكاية”، والتي ستقام ضمن برنامج “فن وأدب” يوم السبت الثامن من نوفمبر عند الساعة السابعة مساءً في قاعة الاحتفالات بمركز إكسبو الشارقة.

وسيضيء اللقاء على تجربة الصاوي والعابدين في تحويل خبراتهما الفنية إلى نصوص وأفكار مكتوبة، ومقاربة العلاقة بين التمثيل كأداء فني، والكتابة كفعل إبداعي يصوغ الحكاية من زاوية جديدة، حيث سيكشفان كيف تحولت تجاربهما أمام عدسة التصوير إلى قصص تعبّر عن رؤيتهما للحياة والفن والإنسان.

الأدب مصدر إلهام للفن

خالد الصاوي ممثل يكتب بلغة الفكر والمسرح. لا يقتصر حضوره على شاشات السينما وخشبات المسرح
خالد الصاوي ممثل يكتب بلغة الفكر والمسرح. لا يقتصر حضوره على شاشات السينما وخشبات المسرح

في تعليقها على هذه الاستضافة قالت خولة المجيني، المنسق العام لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، “يسعدنا في هذه الدورة أن نحتفي بالفنانين خالد الصاوي وظافر العابدين، اللذين يجسدان صورة الفنان المثقف القريب من الكلمة، والذي ساهم في رفد المكتبة العربية بخلاصة تجاربه الفنية.”

وأضافت “فكما كان الأدب عبر التاريخ مصدر إلهام لأعظم الأعمال المسرحية والسينمائية، يواصل المعرض هذا العام الاحتفاء بهذا الترابط بينه وبين الفن من خلال برنامج فعاليات أطلقناه تحت عنوان ‘أدب وفن’ يستضيف فنانين قدّموا حضوراً إبداعياً مميزاً أمام عدسة التصوير وفي عالم التأليف أيضاً، لنتسكمل بذلك شعار الدورة الرابعة والأربعين (بينك وبين الكتاب)، ونمنح الجمهور فرصة اكتشاف العلاقة الخاصة التي تربط كل فنان بالكتابة والكتاب.”

خالد الصاوي ممثل يكتب بلغة الفكر والمسرح. لا يقتصر حضوره على شاشات السينما وخشبات المسرح، بل يمتد إلى فضاء الكتابة الإبداعية والفكرية، فهو من الفنانين الذين جمعوا بين التمثيل والإخراج والشعر والتأليف المسرحي في مسيرة واحدة.

بدأ الصاوي حياته الأدبية قبل شهرته الفنية، فكتب نصوصًا ومسرحيات، وأصدر دواوين شعرية تعكس رؤيته الإنسانية منها “الخيول” و”يوميات خلود”. حصل على جائزة محمود تيمور للإبداع المسرحي وجائزة المجلس الأعلى للثقافة، وأسس الجمعية المصرية لهواة المسرح.

وفي عام 2024 عاد إلى ساحة النشر بكتابه الجديد “أطلال”، مجددًا حضوره كصوت أدبي يوازن بين الحس الفني والوعي الفكري، ليؤكد أن الكاتب الذي في داخله لا يقل تألقًا عن الممثل الذي يعرفه الجمهور.

الكتابة بعدسة التصوير

تنوعت مسيرة العابدين بين الشرق والغرب، فشارك في أفلام عالمية ومسلسلات شهيرة، ونال جوائز التمثيل عن أعمال عربية بارزة
تنوعت مسيرة العابدين بين الشرق والغرب، فشارك في أفلام عالمية ومسلسلات شهيرة، ونال جوائز التمثيل عن أعمال عربية بارزة

يُعدّ ظافر العابدين نموذجًا للفنان العربي الذي عبَر من التمثيل إلى صناعة السينما بمفهومها الشامل، ككاتب ومخرج ومنتج. وخاض العابدين تجربة كتابة السيناريو، فكتب سيناريو فيلم “صوفيا” الذي استوحى فكرته العامة من تجربته الشخصية، لكنه ركنه جانبا وانشغل بإثبات نفسه ممثلا تونسيا ثم عربيا ومن ثمة مخرجا ومنتجا سينمائيا، مخيرا أن يصعد درجاته الأولى في سلم الشهرة، لكنه عاد أخيرا إلى فيلمه ليقرر إنجازه بعد نضوج تجربته الفنية ومراكمته خبرات وتجارب وعلاقات، تجعل هذا الوقت هو المناسب لكي ترى حكاية “صوفيا” النور.

وقد قدّم أول أفلامه الطويلة “غدوة” عام 2021، والذي كتبه وأخرجه ومثّل بطولته، وفاز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (FIPRESCI) في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قبل أن يُعرض لاحقاً على منصة نتفلكس.

وفي تجربته الثانية “إلى ابني”، التي كتبها وأخرجها، واصل العابدين بحثه الإنساني في السينما العربية المعاصرة، لينال جائزة أفضل فيلم وتنويها خاصا بالسيناريو في مهرجان هوليوود للفيلم العربي.

وسبق أن صرح العابدين بأن هذا الفيلم ينطلق من فكرة إنسانية، حيث يتحدث عن الروابط والعلاقات الأسرية التي تتميز بها المجتمعات العربية والخليجية.

تنوعت مسيرة العابدين بين الشرق والغرب، فشارك في أفلام عالمية ومسلسلات شهيرة مثل “ذا إيدي” من إخراج داميان شازيل، ونال جوائز التمثيل عن أعمال عربية بارزة أبرزها “حلاوة الدنيا” و”عروس بيروت”.

يقدّم الممثل والمخرج التونسي نموذجاً للمثقف السينمائي الذي يرى في الفيلم نصّاً بصرياً، وفي الكتابة ركيزة الإبداع السينمائي، جامعًا بين الحضور أمام عدسة التصوير ووراءها في رحلة بحث عن لغة فنية تتقاطع فيها الفكرة والإنسان.

وجدير بالذكر أن برنامج “فن وأدب”، الذي يستضيف نخبة من أبرز الموسيقيين والفنانين والأدباء من مختلف دول العالم، من خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب، يهدف إلى التأكيد على دور الفن والموسيقى الراقية في إثراء المشهد الثقافي العالمي، وإبراز الفنانين الذين أثروا عالم الفنون الأدائية بأعمالهم الرائدة التي تؤكد حضور الكلمة الجميلة في قلوب المشاهدين والمستمعين.

8