الشرع يناقش مع رئيس الكونغرس اليهودي العالمي المفاوضات مع إسرائيل

محادثات الشرع ولاودر تعكس استغلال دمشق لوجودها الدولي بنيويورك، لتمرير رسائل دبلوماسية عبر قنوات تأثير جديدة بهدف كسر الجمود في ملف الاتفاق الأمني.
الاثنين 2025/09/29
الشرع يأمل في تحقيق اختراق في المفاوضات

نيويورك (الولايات المتحدة) - أفادت قناة "الإخبارية السورية" الحكومية، الأحد، بأن الرئيس أحمد الشرع، بحث المفاوضات السورية - الإسرائيلية، مع رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رونالد لاودر، وذلك خلال وجوده في نيويورك.

وذكرت القناة، أن "الرئيس أحمد الشرع، استقبل رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رونالد لاودر، في مقر البعثة السورية بنيويورك".

وأشارت إلى أن "الاجتماع تناول الحديث عن المفاوضات السورية الإسرائيلية".

ولفتت القناة، إلى أن ذلك جرى "على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة"، دون ذكر تاريخ بعينه.

والأحد الماضي، وصل الشرع، وعدد من وزراء حكومته، إلى نيويورك، ليكون أول رئيس سوري يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 1967، وألقى كلمة بلاده خلالها، الأربعاء.

وأشارت قناة "الإخبارية السورية" الحكومية إلى أهمية شخصية رونالد لاودر في هذا السياق، إذ ذكرت أنه ينحدر من أصول سورية، وسبق له المشاركة في مسار المفاوضات السورية الإسرائيلية في تسعينيات القرن الماضي. هذا التاريخ الطويل يمنح لاودر دراية عميقة بالملف، إضافة إلى موقفه المعلن الرافض للتوسعات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

ويعكس لقاء الشرع بلاودر محاولة دمشق استغلال وجودها الدولي النشط في نيويورك لتمرير رسائل دبلوماسية والبحث عن قنوات تأثير قادرة على تحريك المياه الراكدة في ملف الاتفاق الأمني الذي تعثر جهود التوصل إليه في اللحظات الأخيرة بسبب مطلب إسرائيل السماح لها بفتح "إنساني" إلى محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وفق ما نقلت رويترز عن أربعة مصادر الجمعة، حيث وذكر مسؤولان إسرائيليان ومصدر سوري ومصدر في واشنطن مطلع على المحادثات أن إسرائيل أعادت تقديم الطلب في مرحلة متأخرة من المحادثات.

ولفت المصدر السوري والمصدر في واشنطن إلى أن تجدد الطلب الإسرائيلي عرقل خطط إعلان اتفاق هذا الأسبوع. ولم تشر أيّ تقارير سابقة إلى نقطة الخلاف الجديدة.

واقتربت سوريا وإسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية من التوافق على الخطوط العريضة للاتفاق بعد محادثات على مدى أشهر في باكو وباريس ولندن توسطت فيها الولايات المتحدة، وتسارعت وتيرتها قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.

والاثنين، قال الرئيس السوري، في حوار مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية الأسبق ديفيد بترايوس، ضمن فعاليات قمة كونكورديا، المنعقدة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "إذا نجحت التهدئة والتزمت إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه فربما تتطور المفاوضات".

فيما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن المبعوث الأمريكي توماس باراك، الأربعاء، قوله إن سوريا وإسرائيل "على وشك التوصل إلى اتفاق لخفض التصعيد" بينهما.

على الرغم من مؤشرات التقارب، فإن مسألة التطبيع وتوقيع اتفاقيات سلام شاملة لا تزال محفوفة بالصعوبات، لا سيما بعد التطورات الأخيرة في المشهد السوري.

واعتبر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الضربات الإسرائيلية على سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد فتحت جبهة جديدة من التعقيدات السياسية والأمنية، وأدخلت ملف التطبيع مع الدولة العبرية في دائرة الشكوك.

وأوضح في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" أن إسرائيل "أعاقت" الحكومة السورية عندما كانت تواجه موجة متصاعدة من العنف الطائفي في الجنوب.

وأضاف الوزير السوري أن "سوريا قوية وموحّدة ستكون عنصر استقرار يخدم أمن المنطقة، بما في ذلك إسرائيل".

وأكد الشيباني أن "سوريا لا تشكّل تهديدا لأي طرف في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، لكن سياساتنا الجديدة للتعاون والسلام قوبلت بالتهديدات والضربات".

وقال إن بلاده تلقت "صدمة" من الضربات التي شنتها إسرائيل عقب سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي. وأضاف "لذلك فإن الحديث عن التطبيع أو عن اتفاقيات أبراهام أمر صعب بعض الشيء"، في إشارة إلى الاتفاقيات التي أرست العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية عام 2020.

وبين سوريا وإسرائيل خصومة منذ قيام إسرائيل في 1948. وأنشئت بموجب اتفاقية فك الاشتباك في 1974 منطقة ضيقة منزوعة السلاح تراقبها الأمم المتحدة.

لكن منذ إطاحة المعارضة بالرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من ديسمبر 2024، تشن إسرائيل هجمات غير مسبوقة على أصول عسكرية سورية في أنحاء البلاد وترسل قوات إلى جنوب سوريا.

وعبّرت إسرائيل عن عدائها الصريح للشرع، مشيرة إلى صلته السابقة بتنظيم القاعدة، وتضغط على الولايات المتحدة للإبقاء على سوريا في حالة من الضعف واللامركزية.

وخلال محادثات استمرت لشهور، كانت سوريا تدعو إلى العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974. وفي منتصف سبتمبر، وصف الشرع الاتفاقية أمام صحافيين بأنها "ضرورة"، وقال حينها إن إسرائيل سيتعين عليها احترام المجال الجوي السوري ووحدة الأراضي السورية، لكنه لم يستبعد احتمال حدوث انتهاكات إسرائيلية.

وأضاف "قد نتوصل إلى اتفاق في أيّ لحظة، لكن بعد ذلك تظهر مشكلة أخرى وهي هل ستلتزم إسرائيل بالاتفاق وتنفذه؟ سنرى ذلك في المرحلة المقبلة".