الجيش الإسرائيلي يرى أنه "لا مفر" من تهجير سكان غزة

تهديدات إسرائيل باجتياح مدينة غزة تنذر بتفاقم كارثة إنسانية تطال أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.
الخميس 2025/08/28
وضع إنساني كارثي

غزة- قال الجيش الإسرائيلي الأربعاء إن تهجير نحو مليون فلسطيني من مدينة غزة “لا مفر منه”، في إطار خطته لاحتلال المدينة التي يقطنها نصف سكان القطاع.

جاء ذلك بتدوينة لمتحدث الجيش أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس، قال فيها “أود أن أؤكد بأن هنالك مناطق شاسعة فارغة في جنوب القطاع كما هو الحال في مخيمات الوسطى وفي المواصي، هذه المناطق خالية من الخيام.”

وأضاف “إخلاء مدينة غزة لا مفر منه، وستحصل كل عائلة تنتقل إلى الجنوب على أوفر المساعدات الإنسانية التي يجري العمل عليها في هذه الأيام.”

وتؤكد تقارير فلسطينية ومنظمات أممية ودولية انعدام المساحات الآمنة للنزوح جنوبا مع سيطرة إسرائيل على نحو 77 في المئة من مساحة القطاع، ما يجعل أي عملية نزوح جديدة شبه مستحيلة ويهدد حياة النازحين.

وزعم أدرعي أن الجيش “بدأ بالعمل على إدخال الخيام، وتمهيد مناطق لإنشاء مجمعات توزيع المساعدات الإنسانية، ومد خط مياه وغير ذلك.”

غير أن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد الأحد أن أي نزوح إلى مناطق جنوب القطاع “شبه مستحيل”، لأنها غير قادرة على استيعاب 1.3 مليون مُهجّر من مدينة غزة، مشيرا إلى أن العجز في الإيواء يتجاوز 96 في المئة.

وردا على ذلك قال أدرعي إن الجيش أجرى “مسحا للمناطق وهي معروضة فيما بعد أمامكم لمساعدة السكان المُخلين قدر الإمكان،” مشاركا خارطة ملونة باللون الأزرق يدعي أنها مناطق فارغة تصلح لإقامة الخيام في الجنوب.

◄ سيطرة إسرائيل على نحو 77 في المئة من مساحة قطاع غزة يجعل أي عملية نزوح جديدة شبه مستحيلة

لكن المناطق التي عرضها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية، بحسب شهادات نازحين، كما أن إقامة خيام هناك لا توفر الحماية ولا تقي من مخاطر القصف التي يتعرض لها النازحون باستمرار.

وأوضح الإعلام الحكومي أن تهديدات إسرائيل باجتياح مدينة غزة تنذر بـ”تفاقم كارثة إنسانية” تطال أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.

وبيّن أن ما دخل القطاع من خيام ومستلزمات إيواء لا يتجاوز 10 آلاف خيمة من أصل 250 ألفا مطلوبة، أي ما نسبته 4 في المئة، مع استمرار العراقيل الإسرائيلية على المعابر ومنع إدخال المساعدات.

وفي 8 أغسطس الجاري أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.

وإلى جانب خططها لاحتلال مدينة غزة، تشن إسرائيل حرب تجويع على سكان القطاع المدمر، وسط انقسام على المستوى الدولي بشأن كيفية التعاطي مع إسرائيل لردعها.

حاجة لحبيب: وصلنا إلى منعطف وآن الأوان ليتحرك الاتحاد الأوروبي

والأربعاء دعت المفوضة الأوروبية المكلفة بالمساعدات الإنسانية حاجة لحبيب دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى التحلي بـ”الشجاعة السياسية لرفع صوت قوي” بشأن الحرب في غزة، بينما تنقسم الدول الأعضاء إزاء الموقف الواجب اتخاذه حيال تل أبيب.

وقالت لحبيب “وصلنا إلى منعطف وآن الأوان ليتحرك الاتحاد الأوروبي بطريقة ترقى إلى مكانته الدولية. حان الوقت لأوروبا لتتحد في موقفها بشأن غزة.”

وأضافت “ما يحدث هناك يُؤرقني ويجب أن يُؤرقنا جميعًا. إنها مأساة وسيُحاسبنا التاريخ وأحفادنا عليها. لا يُمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي ونشاهد المدنيين الأبرياء والعاملين في المجال الإنساني والصحافيين يُقتلون ويتضورون جوعًا.”

ومن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون في كوبنهاغن الجمعة والسبت في لقاء غير رسمي لمناقشة الوضع في غزة ومن غير المتوقع اتخاذ أي قرار.

وتدين الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بانتظام الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل وتقصفه منذ نحو عامين ويعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني.

وقالت لحبيب أيضا “في غزة نتحدث عن مجاعة في القرن الحادي والعشرين هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. الأمر الصادم والمحزن هو أن هذه مجاعة كان بإمكاننا تجنبها لو سُمح لنا بتقديم مساعداتنا الإنسانية.”

وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في يوليو أنها توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل يسمح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية الدولية إلى القطاع.

ولاحظت لحبيب أن هذا الاتفاق لم يُنفذ إلا “جزئيًا”، مضيفة أنه رغم “إحراز بعض التقدم” لا يزال غير كافٍ.

2