الأمم المتحدة تدرب الصحافيين الليبيين على اكتشاف المعلومات المضللة
طرابلس - دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا نخبة من الصحافيين الليبيين إلى مناقشة قضايا الإعلام وغيرها في حلقة نقاشية عبر الإنترنت يوم الخميس 18 سبتمبر، وذلك ضمن برنامج “بصيرة” المخصص لتطوير مهارات الإعلاميين في ليبيا.
وستستضيف البعثة في هذه الحلقة عددا من الشخصيات الإعلامية البارزة، من بينها محمود شمام، وهو إعلامي وكاتب سياسي ليبي، مؤسس ورئيس مجموعة “الوسط” الإعلامية. عمل سابقاً مديراً لتحرير النسخة العربية من مجلة “فورين بوليسي”، كما كان عضوًا في مجلس إدارة شبكة الجزيرة القطرية ومديرا تحرير “نيوز ويك العربية” وعضو المجلس الاستشاري للشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي الأميركية لمدة 12 سنة. كما عمل مسؤولاً للإعلام بالمكتب التنفيذيّ للمجلس الانتقالي السابق.
وستستضيف الحلقة الحوارية زينب تربح، وهي مقدمة ومنتجة تلفزيونية حائزة على عدة جوائز، وتمتلك أكثر من 12 عامًا من الخبرة المتنوعة في الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون. تقود حاليًا مبادرة “نحو الحل” وتقدّم بودكاست “مع زينب”، لفتح مساحات حوارية موضوعية وبنّاءة، وتسعى لترسيخ ثقافة التنازل والتوافق وتعزيز الخطاب الوطني الجامع.
وسيحضر أيضا إبراهيم هدية المجبري، وهو صحافي وأكاديمي ليبي عمل مراسلا للعديد من الوكالات الدولية وترأس قسم الأخبار في العديد من المؤسسات الصحفية الليبية، وتولى منصب رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء عموم أفريقيا، والمدير العام لوكالة الأنباء الليبية “وال”.
وسيتم التركيز خلال الحلقة الحوارية على عدد من الأسئلة أبرزها: ما هو دور الصحافة في العملية السياسية؟ وكيف يمكن للإعلام الليبي أن يساهم في تثقيف الجمهور وإشراكه، والحد من الصراع والاستقطاب، وتعزيز الوحدة الوطنية؟
◙ التركيز خلال الحلقة الحوارية سيكون على عدد من الأسئلة أبرزها: ما هو دور الصحافة في العملية السياسية، وكيف يمكن للإعلام الليبي أن يساهم في تثقيف الجمهور وإشراكه، والحد من الصراع والاستقطاب؟
يأتي ذلك بعد أن شارك ثلاثون صحافيًا وعدد من الإعلاميين، بمن فيهم أساتذة وطلبة إعلام ومدققو الحقائق، في جلسة تدريبية عبر الإنترنت نظمتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وذلك في إطار برنامج “بصيرة” لصقل مهاراتهم في البحث الرقمي وتدقيق المعلومات، وذلك في إطار جهود أوسع لتعزيز قطاع الإعلام الليبي في وجه انتشار المعلومات والأخبار الكاذبة.
واستعرضت باميلا كسرواني، من مبادرة غوغل للأخبار، المحتوى التدريبي الذي أوضح بالتفصيل كيفية استخدام أدوات غوغل للتحقق من المعلومات، وبحث الصور العكسي، واستغلال خدمتي خرائط غوغل وغوغل إيرث، وميزة لوحات التحقق من صحة الأخبار على يوتيوب؛ وقالت “كل هذه الأدوات لا تُغني عن عملنا، بل تُساعدنا فقط، فمن الضروري أن نتحقق من الصورة أو الخبر بأنفسنا قبل نشرهما للجمهور.”
وأشارت كسرواني إلى تزايد المخاوف بشأن التلاعب أو تلفيق المعلومات والصور والمقاطع الصوتية والفيديو، مع تزايد اعتماد الناس على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار، وانتشار استخدام الذكاء الاصطناعي، مستشهدةً بدراسة نشرها مركز بيو للأبحاث، والتي وجدت أن الناس يعتبرون المعلومات المضللة على الإنترنت تهديدًا عالميًا أساسيًا، بعد خطر التغير المناخي.
وأضافت “أصبح التلاعب بالصور أو مقاطع الفيديو -سواء بتغيير السياق أو تعديل المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي- أمرًا شائعًا خلال الحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة. في بعض الأحيان، وحتى أكبر وسائل الإعلام قامت بنشر صور في سياق خاطئ.”
ورأى المشاركون أن التدريب على البحث الرقمي والتحقق من المعلومات أمران ضروريان للعاملين في مجال الإعلام الليبي، نظرًا لكثرة الشائعات والتلاعب وانعدام الشفافية في وسائل الإعلام المحلية، ومحدودية الوصول إلى المصادر الأصلية، بالإضافة إلى البيئة والواقع سريع التغير. كما أعربوا عن قلقهم إزاء تأثير نشر المعلومات الخاطئة والمضللة عبر الإنترنت على الوضع الأمني، من خلال تعميق الانقسامات أو التحريض على الصراع.
وأكد المشاركون، في استطلاع رأي لاحق، أن المهارات التي تعلموها، مثل إرشادات التحقق من المصادر والتحقق من صحتها ورصد التحيز، ستُعزز عملهم.
وقالت سعاد كشلوط، وهي صحافية من زليتن، “أشعر بثقة أكبر في اكتشاف المعلومات المضللة بعد هذه الجلسة لأنني تعلمت أساليب تمكننا من التحقق من المحتوى خطوة بخطوة، وساعدتني في كيفية تحديد المؤشرات التحذيرية بفاعلية أكبر.”