إسرائيل تشترط تسليم جثث الرهائن لفتح معبر رفح
القاهرة/القدس - قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن معبر رفح في غزة سيظل مغلقا حتى إشعار آخر، وذلك بعد وقت قصير من إعلان السفارة الفلسطينية في مصر إعادة فتحه يوم الاثنين.
وأضاف مكتب نتنياهو في بيان اليوم السبت "سيتم النظر في فتح المعبر بناء على مدى قيام حماس بدورها في إعادة الرهائن القتلى وتطبيق إطار العمل المتفق عليه".
وكانت سفارة فلسطين لدى القاهرة، أعلنت مساء السبت، أن المعبر، سيفتح الاثنين، لتمكين الفلسطينيين الراغبين بالعودة الى غزة حيث اعتبر ذلك تقدما بهدف الإيفاء ببنود وقف الحرب في القطاع حيث ضغطت الدول الوسيطة خاصة مصر على الدولة العبرية بكل قوة لتنفيذ هذه الخطوة.
ويأتي قرار نتنياهو مخالفا لما رجحه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الخميس، من أن المعبر سيفتح خلال بداية الأسبوع الحالي.
ومنذ مايو 2024، تحتل إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ودمرت وأحرقت مبانيه، ومنعت الفلسطينيين من السفر، ما أدخلهم، خاصة المرضى، في أزمة إنسانية كبيرة.
وفتح المعبر يأتي ضمن ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في شرم الشيخ بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أميركي، بعد سنتين من الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع لكن يبدو أن الدولة العبرية مصرة على عدم الايفاء بالتزاماتها.
وقالت السفارة، في بيان "معبر رفح البري سيفتح ابتداء من الاثنين، لتمكين الفلسطينيين المقيمين بمصر والراغبين في العودة بغزة من السفر، وفق آلية التنسيق المعمول بها".
ودعت مواطنيها الراغبين في العودة إلى تسجيل بياناتهم عبر التطبيق الإلكتروني المخصص، على أن يتم إبلاغهم بمواعيد وأماكن التجمع لاحقا تمهيدا للتحرك نحو معبر رفح، دون تفاصيل.
وميدانيا أعلن الدفاع المدني في غزة السبت انتشال جثث تسعة فلسطينيين قال إنهم قتلوا في هجوم استهدف حافلة الجمعة، في حين أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه أطلق النار على مركبة تجاوزت ما يُعرف بـ"الخط الأصفر".
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إنّه "بعد التنسيق مع مكتب الصليب الأحمر، طواقم الدفاع المدني تتمكن من انتشال 9 شهداء نتيجة استهداف الاحتلال الاسرائيلي باصا للنازحين شرق حي الزيتون بالأمس".
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّه "رصد مركبة مشبوهة تتجاوز الخط الأصفر"، في إشارة إلى خط انسحاب القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، المتّفق عليه في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.
واضاف بصل أن الجيش الإسرائيلي أطلق "قذيفتي دبابات على الحافلة" موضحا أنه لم يتم العثور على جثتي طفلين بسبب شدة القصف، لافتا الى أن انتشال الجثث كان امرا بالغ الصعوبة.
وتابع أنّ الضحايا، وجميعهم من عائلة شعبان وبينهم أطفال، قُتلوا بينما كانوا "يحاولون التحقق من (حالة) منزلهم" بعد القصف الإسرائيلي خلال الحرب.
وقالت أم محمد شعبان أحد أفراد العائلة "قتلت ابنتي وأطفالها وزوجها، إضافة الى ابني وزوجته وأولاده".
واضافت "ليس هناك هدنة"، مشيرة الى أن الاطفال الضحايا تراوح أعمارهم بين عامين و12 عاما.
وأورد بيان الجيش الاسرائيلي أنّه بعد إطلاق طلقات تحذيرية، أطلق الجنود النار "لإزالة التهديد"، مشيرا إلى أنّ العملية تمّت "وفقا لبنود الاتفاق" المبرم بين إسرائيل وحركة حماس، والذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر. ويهدف الاتفاق، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى إنهاء الحرب في غزة بشكل نهائي.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار، وهو الثالث منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، عاد مئات آلاف الفلسطينيين إلى شمال القطاع لتفقد منازلهم.
وقال عدد من سكان غزة إنهم عجزوا عن تحديد أمكنة وجود منازلهم أو أي معالم مألوفة، إذ باتت أحياء بأكملها مدفونة تحت أنقاض المباني المدمَّرة بفعل الغارات الإسرائيلية.