إحكام تنظيم عمليات تحفيظ القرآن ضمن مسار ضبط نشاط الجمعيات الخيرية في الكويت
الكويت - امتدت الجهود التنظيمية المتسارعة التي تبذلها السلطات الكويتية لإعادة ترتيب شؤون العمل الخيري والتطوعي وإحكام القوانين الناظمة لنشاط الجمعيات المشتغلة في هذا الحقل، لتشمل عملية تحفيظ القرآن وذلك لحمايتها من أي انحرافات أو انزلاقات نحو التسييس أو الطائفية أو التربّح غير المشروع.
وقال وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية خالد العجمي إنّ رعاية القرآن الكريم وأهله تمثل أولوية راسخة في عمل الوزارة، مشددا في تصريحات أوردتها وسائل إعلام محلية على أنّ حلقات التحفيظ ليست مجرد نشاط خيري، بل رسالة مجتمعية وإنسانية تعكس قيم الكويت وهويتها الدينية الراسخة، وتترجم التزامها بدعم العمل الخيري والمؤسسي في خدمة كتاب الله.
وكان العجمي يتحدّث بحسب صحيفة “القبس” المحلية إثر اجتماع موسع عقدته وزارة الشؤون الاجتماعية مع اتحاد الجمعيات الخيرية والمبرّات بحضور قيادات الوزارة وممثلين عن عدد من تلك الجمعيات والمبرّات لبحث آليات تنظيم وعقد حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ووضع التصورات الكفيلة بضمان استمراريتها بانسيابية وفاعلية، مع التنسيق الكامل مع الجهات المختصة بما يتوافق مع القوانين والنظم المعمول بها.
وكانت السلطات الكويتية قد أصدرت في وقت سابق لائحة تنظيمية جديدة لإنشاء الجمعيات الخيرية وإدارة عملها متضمنة شروطا صارمة تمنع التربح من العمل الخيري وضلوع ممارسيه بأي شكل في المنازعات الدينية أو السياسية والقيام بما من شأنه بث وتكريس الطائفية والقبلية.
وجاءت الخطوة استكمالا لخطوات متسارعة قطعتها السلطات لإحكام تنظيم هذا القطاع المعروف بنشاطه الكبير في البلد المتّسم برخاء مجتمعه ونزوعه نحو القيم والتدين، ومسايرة أيضا لمسار الإصلاح الأشمل والأوسع نطاقا الذي أطلقه أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وأضاف وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية أنّ الوزارة تنظر إلى حلقات التحفيظ باعتبارها بيئة تربوية وروحية تسهم في بناء جيل متمسك بدينه وقيمه، ومحصّن بالفكر المعتدل والوسطي، لافتا إلى أنّ هذه الحلقات تدعم الاستقرار المجتمعي وترسّخ الهوية الوطنية، بما يجعلها جزءا أصيلا من عمل الوزارة.
وذكر أنّ الاجتماع بحث بشكل موسع آليات تنظيم وعقد حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وركّز على وضع خطط عملية تضمن حسن إدارتها وانسيابية تنفيذها، مشددا على أنّ الوزارة تولي أهمية قصوى لتعزيز التنسيق مع الجهات المختصة وفق النظم واللوائح المعمول بها، بما يضمن أن تتم هذه الحلقات في إطار قانوني منضبط، ويحقق التوافق بين الجوانب الشرعية والتنظيمية والإدارية، الأمر الذي يعزز استمراريتها ويكفل نجاحها.
وبيّن أنّ وزارة الشؤون حريصة على تذليل جميع العقبات التي قد تعترض عقد هذه الحلقات، سواء كانت إدارية أو لوجستية، مؤكدا أنّ الوزارة ستدعم الجمعيات الخيرية بكل السبل الممكنة، بما يمكّنها من أداء رسالتها في خدمة كتاب الله وأهله على الوجه الأمثل.
كما حرص على الإشارة إلى أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية ستظل داعما رئيسيا لمبادرات تحفيظ القرآن الكريم، انطلاقا من رسالتها الإنسانية، وترجمة لسياسة الدولة في رعاية القرآن الكريم وأهله، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع.
وتحرص السلطات الكويتية في جهودها لتنظيم مجال العمل الخيري الحساس على التزام الطرق القانونية والمؤسسية، وهو ما يتجلى في إنشاء لجنة مختصة بتنظيم العمل الإنساني والخيري.
وتمّ في وقت سابق الكشف عن توجه لإنشاء مركز موحّد للعمل الإنساني ليكون مرجعية للجمعيات والمبرّات ومسؤولا عن تنظيم حملات التبرع والإغاثة في الداخل والخارج.
وتقود نحو عملية الإصلاح الجذري للعمل الخيري دوافع محلية تتمثّل في النأي به نحو منزلقات الاحتيال والتربّح غير المشروع التي انساق إليها في بعض الأحيان، وأخرى دولية تتمثل في الحفاظ على سمعة البلاد من محاذير استغلال البعض لجزء من ثروتها في تمويل التشدّد والإرهاب باستخدام قنوات العمل الخيري.