أم.بي.سي تبدأ عملية سعودة الوظائف الإعلامية بعد انتقالها إلى الرياض
باتت مجموعة ام.بي.سي الإعلامية تعتمد على عدد كبير من الموظفين السعوديين في مختلف قنواتها وبرامجها، في توجه نحو دعم إستراتيجية المملكة في تمكين قطاع الترفيه والإعلام، وتشجيع الكفاءات السعودية.
الرياض - تتجه مجموعة ام.بي.سي الإعلامية إلى سعودة فريق العمل لديها بعد انتقالها إلى الرياض وفتح الباب للكفاءات السعودية للبروز أمام الشاشة خصوصا أن العمل بدأ منذ سنوات لتأهيل جيل إعلامي بالتدريب والابتعاث إلى أفضل الجامعات والشركات العالمية المتخصصة في المجال الإعلامي.
وأعلنت مجموعة ام.بي.سي مؤخرا عن اختيار الإعلامي السعودي ياسر السقاف ليحل بدلا من الإعلامي المخضرم مصطفى الآغا بعد 19 عاماً من النجاح الذي حققه برنامج “الحلم”، مضيفة على حسابها في إكس أن ذلك يأتي بعد التنحي عن مواصلة تقديم البرنامج لاستكمال مسيرته في برامج ومفاصل مهنية جديدة ومتجددة.
وبدأ السقاف تقديم “الحلم” محققاً نسب مشاهدة لافتة. ويُعد السقاف من بين الأسماء السعودية الشابة التي بدأت تتولى مهام إعلامية بارزة، على أن يتم قريباً الإعلان عن وجوه سعودية جديدة تنضم إلى قائمة مقدمي البرامج في الشبكة.
الإعلام السعودي يتهيأ لتأدية دور أكثر تأثيرًا في تعزيز الكفاءات الوطنية، وتوطين صناعة الأخبار وتمكين قطاع الترفيه
وباتت المجموعة تعتمد على عدد كبير من الإعلاميين السعوديين في مختلف قنواتها وبرامجها. خصوصا أن المملكة من أهم الأسواق التي تستهدفها المجموعة، ولذلك فإن وجود كفاءات إعلامية سعودية يعد عنصراً أساسياً في إستراتيجيتها.
وبات من الواضح أن الإعلام السعودي عموما يتهيأ لتأدية دور أكثر تأثيرًا في تعزيز الكفاءات الوطنية، وتوطين صناعة الأخبار، لاسيما بعد أن وقعت المجموعة اتفاقية مع شركة الدرعية لنقل أراضٍ وإنشاء المقر الرئيسي الجديد للمجموعة في الدرعية، مَهْد انطلاق الدولة السعودية، وقال رئيس مجلس إدارة المجموعة وليد بن إبراهيم آل إبراهيم: “يأتي إنشاء مقرنا الرئيسي الجديد في الدرعية من ضمن التزامنا برؤية 2030، إذ لا تقتصر هذه الخطوة على توسيع حضورنا إقليمياً؛ بل تهدف أيضاً إلى المساهمة في دعم إستراتيجية المملكة في تمكين قطاع الترفيه والإعلام، وتشجيع الابتكار، ودفع عجلة التغيير في الصناعات الإبداعية، حيث بات الطلب المتزايد على المحتوى العربي الأصلي عالي الجودة محركاً رئيسياً لتطور صناعة الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.”
من جهته، كشف الرئيس التنفيذي للمجموعة مايك سنيسبي عن خطط توسع طموحة تشمل الاستثمار في المحتوى، وتعزيز البنية التحتية للإنتاج في السعودية.
وقال سنيسبي في مقابلة مع “العربية بيزنس”، إن حي النرجس بالرياض يمثل فرصة إستراتيجية لـ “ام.بي.سي” لزيادة الإنتاج داخل المملكة، متابعاً: “قطعنا شوطاً كبيراً بالفعل، لدينا ثلاثة استوديوهات تعمل حالياً، منها تصوير الموسم التاسع من برنامج ‘توب شيف’، وبقية العام سيكون جدولها مزدحماً”.
وأوضح أن قسم الاستوديوهات لديه نحو 100 عمل قيد الإنتاج، مشيراً إلى أن جمعها في موقع مركزي يمنح المجموعة كفاءة أعلى في الإنتاج وتقليل التكاليف، إلى جانب المساهمة في نمو وتطوير صناعة الإعلام داخل المملكة، “وهذا بالطبع يحقق فائدة اقتصادية قوية وعائداً مجزياً.”
وتابع: “سنواصل تطوير البنية التحتية التي تدعم تلك الاستوديوهات حتى أوائل عام 2026.”
وفي ما يتعلق بنتائج النصف الأول من العام الجاري، قال سنيسبي إن المجموعة شهدت نمواً كبيراً في الإيرادات والأرباح، مشيراً إلى أن جميع قطاعات الأعمال سجلت نمواً سنوياً قوياً. وأضاف: “قطاعا التلفزيون والبث الرقمي قدما أداء مميزاً، ورغم حالة عدم اليقين في سوق الإعلانات نتيجة بعض الاضطرابات في المنطقة، تمكنا من تحقيق نمو قوي في إيرادات الإعلانات.”
وأوضح أن منصة “شاهد” واصلت النمو في مصدرَي إيرادات الاشتراكات المباشرة من المستهلكين، وإعلانات الفيديو عند الطلب، التي حافظت على قوتها رغم صعوبة السوق.
وفي ما يتعلق بالشراكة مع نتفليكس، قال سنيسبي إن الانطباع السائد بأن “نتفليكس” المنافس الأكبر وأننا نتعاون مع منافس مباشر، موضحاً أنها القائد عالمياً، بينما شاهد القائد في المنطقة.
وأضاف أن ام.بي.سي وشاهد في المقدمة من حيث الإنتاج الإبداعي وتقديم المحتوى العربي، وعندما يكون هناك اختلاف واضح بين خدمتين، يمكن جمعهما بطريقة تجعل الشراكة تحقق نتيجة “واحد زائد واحد يساوي أكثر من اثنين.”
وأكد أن هذه الشراكة تعكس توجه المجموعة في دراسة تطور القطاع، وطريقة تفكيرها في صناعة وتكاليف المحتوى، وبناء شراكات محلية ودولية.
وقال سنيسبي إن نتائج النصف الأول جاءت مدفوعة بنشاط التلفزيون وخدمات البث، متوقعاً الحفاظ على نفس النمط في النصف الثاني من 2025.
منصة "شاهد" تواصل النمو وتتصدر إيرادات الاشتراكات المباشرة من المستهلكين وإعلانات الفيديو عند الطلب وحافظت على قوتها رغم صعوبة السوق
وأضاف: “سنواصل التركيز على تقديم محتوى مميز، والانتباه للتكاليف في ظل حالة عدم اليقين في المنطقة،” مؤكدا أن التركيز على الكفاءة وخفض النفقات داخل الشركة هو هدف مستمر، إلى جانب بناء شراكات محلية ودولية، خاصة داخل المملكة حيث يتم العمل على مواءمة تلك الفرص في الرياضة وقطاع الترفيه لخلق فرص جديدة للإيرادات.
وتابع: “المشهد الإعلامي يتغير، ومعه يتعين علينا في ام.بي.سي مواصلة التطور والتكيف، والاستمرار في لعب دور قيادي على مستوى القطاع بأكمله.”
وكانت مجموعة ام.بي.سي قد افتتحت مقرها الرئيس في الحي الدبلوماسي بالرياض عام 2022. وفي عام 2024، وتأكيدًا لالتزامها بدعم صناعة المحتوى المحلي، دشّنت المجموعة مرافق إنتاج عالمية المستوى في حي النرجس بالرياض، كما شهد الربع الثالث من العام نفسه إطلاق أول استوديو ضمن هذه المرافق. ويبلغ عدد العاملين في المجموعة حاليًا أكثر من 2000 موظف.
وقال رئيس مجلس إدارة المجموعة آل إبراهيم: “لعل العديد منكم مثلي لم يخطر بباله حجم التغيرات الهائلة التي شهدتها بلادنا في فترة قياسية.” موضحاً: “نحن نعلم أننا في أرض الوطن سنكون أقوى، وسننتقل بمشاريعنا من قلب المملكة إلى مستويات أخرى تماماً لطالما حاولنا الوصول إليها أو محاكاتها.”
وفي إشارة منه إلى إستراتيجية ام.بي.سي أوضح آل إبراهيم: “إذا كنا في المراحل السابقة نسعى للوصول إلى المشاهدين العرب فإننا نعمل اليوم بكل إصرار على أن تكون مجموعة ام.بي.سي واحدة من أبرز المؤسسات الإعلامية العالمية.”
من جانبه تطرق سام بارنيت الرئيس التنفيذي للمجموعة إلى مدى الارتباط الوثيق بين الجمهور السعودي وبينها على مدى أكثر من 31 عاماً. كما لفت إلى المحتوى النوعي الذي تنتجه ام.بي.سي في السعودية ليُسوَّق عالمياً، كاشفاً عن أعمال كبيرة من المزمع أن تُنتج في السعودية خلال الفترة القريبة المقبلة.