تكريم نعيمة سميح في مصر يثير الجدل أكثر من التصفيق

الفنانة الراحلة، التي تركت بصمة قوية في الأغنية المغربية، لم يكن لها حضور مباشر في الساحة الفنية المصرية، ما أبقى الجدل مفتوحًا حول معايير التكريم.
الثلاثاء 2025/09/30
لم تغن باللهجة المصرية

الرباط – أثار إعلان دار الأوبرا المصرية عن تكريم الفنانة المغربية الراحلة نعيمة سميح، ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، المقرر تنظيمه بين 16 و25 أكتوبر المقبل، جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية المصرية. فقد طُرحت خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد مساء الأحد 28 سبتمبر بالقاهرة تساؤلات حول مدى أحقية “سيدة الطرب” بهذا التكريم، خاصة أنها لم تزر مصر من قبل، ولم تشارك في حفلاتها أو تقدم أعمالًا باللهجة المصرية.

دفع هذا المعطى بعض الصحافيين إلى التشكيك في اختيارها، متسائلين عن طبيعة العلاقة الفنية التي تربطها بالمشهد الموسيقي المصري.

في المقابل ردّ رئيس دار الأوبرا المصرية علاء عبدالسلام على هذه الانتقادات، مؤكدًا أن قرار التكريم يستند إلى القيمة الفنية لنعيمة سميح ومكانتها في الساحة العربية، مشيرًا إلى أنها أدّت خلال مسيرتها بعضًا من روائع أم كلثوم، ما يعكس تقديرها العميق للفن المصري. وأضاف “ما كانت لتغني لكوكب الشرق لو لم تكن تحمل محبة لمصر وفنها.”

ورغم هذا التوضيح شدد إعلاميون على أن الفنانة الراحلة، التي تركت بصمة قوية في الأغنية المغربية، لم يكن لها حضور مباشر في الساحة الفنية المصرية، ما أبقى الجدل مفتوحًا حول معايير التكريم.

سميح تألقت في مسيرتها كأصغر فنانة عربية تغني على مسرح الأولمبيا الباريسي، بعد أم كلثوم وفيروز

من جهتهم، اعتبر منظمو المهرجان أن اختيار نعيمة سميح يندرج ضمن تقدير الأسماء التي أثرت المشهد الغنائي العربي. ووصفت وثيقة وزعت خلال المؤتمر الصحفي الراحلة بأنها “من أهم أصوات الموسيقى المغربية في النصف الثاني من القرن العشرين،” مشيرة إلى أن أغانيها عرفت انتشارًا واسعًا في المغرب والعالم العربي، بفضل صوتها “العذب القوي وإحساسها الصادق.”

وتجدر الإشارة إلى أن سميح تألقت في مسيرتها كأصغر فنانة عربية تغني على مسرح الأولمبيا الباريسي، بعد أم كلثوم وفيروز.

ويعيد هذا الجدل طرح سؤال معايير الاحتفاء بالفنانين في المهرجانات العربية، ففي الوقت الذي أثار فيه غياب ارتباط مباشر للراحلة بالمشهد المصري نقاشًا واسعًا، يُلاحظ أن المغرب اعتاد بدوره تكريم فنانين عرب ومصريين في تظاهراته الفنية الكبرى، دون اشتراط تقديمهم لأعمال مغربية أو مشاركتهم في حفلات داخل المملكة. إذ يُنظر في التجربة المغربية إلى التكريم كاعتراف بمسيرة فنية ممتدة على الساحة العربية، لا كارتباط جغرافي أو لغوي بالبلد المضيف.

ولا يقتصر التكريم خلال هذه الدورة على نعيمة سميح، إذ تشمل القائمة أسماء أخرى ساهمت في إثراء الساحة الموسيقية العربية، من بينها الشاعر السوداني الهادي آدم، والأردني هشام شرف، والموسيقار جلال فودة، والفنانان المصريان محمد الحلو وآمال ماهر.

وستقام الدورة الثالثة والثلاثون من المهرجان تحت شعار الاحتفاء بـ”كوكب الشرق” أم كلثوم، بمناسبة مرور خمسين عامًا على رحيلها. وسيضم البرنامج الفني 41 حفلاً موسيقيًا بمشاركة 83 فنانًا من مصر والعالم العربي، من بينهم المغربي فؤاد الزبادي، وسترافقهم 21 فرقة موسيقية على ستة مسارح في القاهرة والإسكندرية ودمنهور.